
almizan.ma
الله يروينا / خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي
السبت 26 غشت 2023
رأيته رثَّ الثياب ، شاحب الوجه، ضعيفه، مأكول العضلات، بيده يقود دراجة هوائية متكائلة العجلات كما أٌكِلَ وجهُهٌ ، مفلوحة السرج، صدئة الحديد … قد توقف ليدعو مع أخد المارة، بأن يوسع الله عليه، و يفتح عليه من أبواب السماء و أقطار الأرض، ثم تحول من الدعاء للمار إلى الدعاء للجماعة ، بأن يسقيها الله ماء غثاء نافعا مغيثا….و قد رفع كفيه بالدعاء للجماعة..و كأنه يملك ما يدعو أن تتنزل عليها قطرات الغيث من أرضين و فدادين و سهول و حقول …و لكنه معدم مدحور، مكسوح مكسور ، مقتول في صورة بشر حي ؟
لمن تدعو يا أيها المعدوم؟
و هل إذا رويت، ستٌسقى من لبن أبقارهم، أو تٌغاثٌ بقناطير قمحكم، أو يأونك بكنف يدفع عنك حر الصيف، و قر الشتاء، و لسع الجوع و مذلة السؤال؟؟
لماذا لا تسأل ربك أن يساويك بهم ، فتجوع و يجوعون،
و تعرى و يعرون،
فلا يؤمنوا و لا يرأفوا حتى ينزل بهم ما نزل بك أيها المكسوح؟؟
أو ، لماذا لا تسأل ربك، فتملك مثل ما ملكوا، و يكون لك مثل ما كان لهم و ما يكون ؟؟
فهل تدعو لهم ، و كأنك تدعو على نفسك؟
و هل صحيح ما سمعتٌ عن الغيث ، أنه يروي الوجوه الجافة و لو لم تملك أيها الداعي، الأرضين و الحوانيت و الحقول و السهول..؟ فيكفي أن يتنَظَّرَ وجهٌك و يتنعم القوم الذين لا يأبهون بدعائك إذا أغاثهم ربك ؛ و قد لا يعلمون بوجودك و لا بدعائك لهم…و حتى إذا علموا، فلن تُسقى من حليب أبقارهم و لا من قطاني و شعير و قمح أراضيهم و لا من لحم أبقارهم….
آه من اللحم ، و و أسفاه على شعير القوم و قمحهم و أبقارهم و أغنامهم؟؟
و وا أسفا عليك أيها الدائخ المعتوه “العبيط” ، الذي يدعو لقوم ليغاثوا، و يفقر هو بفقره ، فتراه مأكول عضلات الوجه ، بيده تلك الدراجة الهوائية الصدئة ..يدعو ليغاثوا ،و حسبه هو ، أن تنزل قطرات الغيث على وجهه الشاحب. فالله أكبر ، الله أكبر ، لا إلاه إلا الله
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه