كتاب الراى

العولمة والتعليم

بقلم : ذة فوزية قبال

almizan.ma

اخترقت العولمة الحدود والحواجز بين الدول ولا يمكن إنكار هذا الواقع الحقيقي أن العولمة لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية واتربوية مما يستدعي من هذا الشأن اتخاذ قرار إصلاحي فوري وعاجل من القيادات واصحاب القرار وخصوصا في قطاع التربية والتعليم لأنه كما هو معلوم أن أساس الإصلاح دائما هو قطاع التربية والتعليم لكونه يؤثر بشكل حيوي وفعال في التأسيس للقطاعات الأخرى كما أن الوقوف أمام ظاهرة العولمة والتعامل معها يتطلب حكمة وذكاء وتطويعها لصالح الثقافة المحلية وذلك بلا شك لأن فلسفة العولمة قائمة على فلسفة البراجمية للنفعية وهنا يطرق السؤال التالي على ذهن كل قارئ ماذا نحتاج للوقوف أمام مد العولمة كل ما استطيع قوله من تلك الظاهرة وأكاد أن اجزم وبكل تأكيد أن مانحتاج إليه هو تربية العولمة الهادفة إلى العملية الإصلاحية لإ صلاح ماتفسده العولمة من خلال إتباع منهج علمي تربوي رصين يهدف إلى تبديد الأسس القديمة الخاوية التي جعلت ظاهرة العولمة تؤثر بشكل سلبي على الخصوصية الثقافية التربوية للمجتمعات والتوضيح لهم كيفية التعامل مع العولمة بايجابياتها وسلبياتها وكما لا بد من تربية الأفراد في المجتمعات على كيفية التعامل معها من خلال عمل محاضرات تربوية توعوية تعقد بشكل دوري مستمر وأيضا لابد من تفعيل دور وسائل الإعلام المحلية لطرح تلك القضية ضمن البرامج التي تطرح الرؤى والأفكار الساخنة ولابد من التشجيع على إقامة مؤتمرات وندوات علمية تطرح تلك القضية والخروج منها بتوصيات واقعية للتعامل السليم مع العولمة كما أيضا لابد من التؤامة بين الجانب الإصلاحي والجانب التطويري وذلك من خلال تشجيع الباحثين للتوجه لعمل دراسات ميدانية مسحية لرصد الواقع ومدى تخلخل العولمة في المجتمع ومن ثم عمل دليل ارشادي لإصلاح ما أفسدته العولمة على جميع مجالات الحياة ويجب أيضا تربية أفراد منتجين وليس استهلاكيين للخدمات فقط كما لابد من السير وفق الركب الحضاري من خلال ترسيخ الثقافة التكنولجية لان العولمة تعتمد بشكل كبير على قطاع الإتصالات والتكنولوجيا والإعلام في نشر ما أفرزته من فكر وأسلوب بالحياة والتدخل في خصوصية الثقافات المجتمعية وكما على صناع القرار في قطاع الإعلام والقطاع التربوي بالتشاركية وتزامن الخطط الإصلاحية بحيث تقدم التربية وقطاع الإعلام كافة نشر المنهج الديمقراطي وصون حقوق الإنسان والمحافظة على التراث الحضاري للمجتمع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى