almizan.ma
التصريح رقم 2
الأستاذ محمد الدرويش”
بمناسبة تنظيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لمؤتمره 11 قدم القيادي الأستاذ محمد الدرويش رأيه في مجموعة من القضايا المتعلقة بالواقع الحزبي بمغرب اليوم و ظروف الاعداد لهدا المؤتمر و الخلافات التي انفجرت بين الاتحاديين و الاتحاديات و الولاية الثالثة و غيرها..
المؤتمر الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي ينعقد خلال هذا الأسبوع محطة لها أهميتها الكبرى في الفعل الحزبي و هو أعلى هيئة تقريرية في مستقبل الحزب بخطه السياسي و تركيبة أجهزته المحلية ، و الإقليمية ، و الجهوية ، و الوطنية ، و انتظارات الاتحاديين و الاتحاديات خصوصا ، و عموم الشعب المغربي عموما، قوية جدا فالمعول على الاتحاد الاشتراكي ، و هو اليوم في المعارضة أن يكون برصيده التاريخي و نضاله السياسي – إلى جانب قوى سياسية ، و مدنية ، و اجتماعية، و اقتصادية أخرى طبعا – المنقذ من الأزمة الاجتماعية ، و المؤطر المجتمعي ، و المدافع الشرس عن المطالب الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و البيئية و الحقوقية للشعب المغربي .
و إذا ما استحضرنا ان المؤتمر الوطني 11 لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، ينعقد في ظروف اجتماعية ، و اقتصادية ، و سياسية ، و جيوسياسية غير مسبوقة ( علاقات المغرب مع بعض دول المغرب العربي و بعض الدول الأوروبية ، و الخرائط الدولية / الجيوبوليتيك التي يعاد صناعتها سياسيا ، و اقتصاديا ، و الانعكاسات السلبية في كل المستويات التي خلفتها جائحة كوفيد 19 ، و غيرها من القضايا الدولية التي تسبب في عدم وضوح الرؤيا لدى الفاعل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ) ، و هو ما ينذر بأزمات اجتماعية معقدة تحتاج لحكمة و تبصر قيادات سياسية ، و اجتماعية ، و مدنية ، و اقتصادية تعي صعوبة الظروف و تعقدها ، و تخلق الآمال المرجوة لدى الشعب المغربي بكل طبقاته .
ولا بد من التذكير في هذا المقام ان الكل يجمع على ان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مطالب بالعودة إلى أدواره الطلائعية في المجتمع بكل مستوياته الاجتماعية ، والسياسية ، والفكرية، و الثقافية ، فكما شكل قاطرة حقيقية جعلت المغرب يخرج من أزمة كادت أن تكون سكتة قلبية في نهاية سنوات التسعينات ، إذ قبل بعرض تحمل المسؤولية في إطار حكومة التناوب بقيادة المجاهد المرحوم عبد الرحمان اليوسفي ، تجربة حكومية أنقدت البلاد ، ولكن أفقدت الحزب بوصلته المجتمعية ، وهذا أمر طبيعي في كل التجارب الدولية إذ إن الأحزاب التي تكون في المعارضة لعقود من الزمن ثم تتحمل مسؤولية التدبير الحكومي لمدة تزيد عن العشر سنوات تؤدي ثمن ذلك ، وتتراجع شعبيتها لدى الرأي العام ، واليوم وبعد اختيار الحزب التموقع في المعارضة بدأ يسترجع شيئاً فشيئاً بعضا من أدواره ، ولكن ذلك لن يكتمل إلا بانتخاب أجهزة وطنية( كاتبا اول و مكتبا سياسيا و مجلسا وطنيا ) ، أجهزة وطنية يكون لأعضائها المصداقية ، والحرفية في علاقاتهم بالمجتمع ، محلياً ، و جهوياً ، و وطنياً ، و منخرطة في المشروع الديمقراطي الحداثي للحزب من أجل مغرب القرن 21 ، و مساهمة في تطوير المجتمع والقيام بالدبلوماسية الموازية هنا وهناك.
ثم لا بد من استحضار أن الملك الراحل الحسن الثاني رحمة الله عليه خص المرحوم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بزيارة إلى مستشفى ابن سينا بالرباط حين أصيب بجلطة دماغية ، كما أن جلالة الملك محمد السادس قام بزيارته ، و هو طريح الفراش بأحد المصحات ، كما أنه قام بالإشراف شخصيا على تسمية أحد شوارع مدينة طنجة بحضور المرحوم عبد الرحمان اليوسفي ، و هي لعمري لحظات غير مسبوقة ( حسب علمي ) ، و تحمل دلالات كبرى ، و إشارات قوية لأسرة الاتحاد الاشتراكي خصوصا ، و للفعل السياسي على وجه أخص ، و تزكية و تقوية لشعار السياسة أخلاق ، و التي يجب أن يتحلى بها كل نساء و رجالات الدولة و مجموع المناضلات و المناضلين .
و من ثم نرجو و نتمنى أن لا نعيد نكسات الماضي في بعض المؤتمرات ، فنكون أمام أجواء غير صحية ، و لا نضالية بمفهومها النبيل ، فواقعنا التنظيمي ليس أحسن مما كان ، و ليس على ما يرام إذ أغلب الأجهزة ، و القطاعات لم تجدد هياكلها مما شكل عائقا أمام الانفتاح الحقيقي ، و الفعلي على القواعد الشعبية ، و النخب بكل أنواعها و طبقاتها …
رغم المجهودات التي بدلها الاخ الكاتب الأول و القلة القليلة من أعضاء المكتب السياسي و أعضاء من الأجهزة الوطنية و الجهوية و الإقليمية و المحلية خلال الانتخابات الأخيرة…
لكل ذلك و أشياء أخرى ، كان و ما زال و يجب أن يظل الاتحاد الاشتراكي حزبا وطنيا بميزات خاصة ، وهو ليس فقط ملكا للاتحاديات و الاتحاديين ، بل إنه ملك جماعي لكل بنات و أبناء الوطن ، و من ثم ليس لنا الحق جميعا في أن نخطئ اللحظة، و يجب علينا مناضلات و مناضلين ان نكون فعلا في موعد مع التاريخ خدمة لقضايانا الوطنية بكل أشكالها ، و تعقيداتها ، و احتراما لتاريخ الشهداء و المناضلات و المناضلين ، و لتاريخ الوطن بكل دلالاته و تمظهراته و سيروراته .
محمد الدرويش
– عضو المجلس الوطني للحزب و عضو مكتبه السياسي قبلاً
– مسؤول عن قطاع التعليم العالي الاتحادي
– المدير التنفيذي لمؤسسة المشروع للتفكير و التكوين
– الكاتب العام لنقابة الوطنية للتعليم العالي قبلا
– رئيس جمعية الخدمات الإجتماعية للتعليم العالي
– رئيس مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم
– رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين
– أستاذ التعليم العالي بكلية الاداب و العلوم الانسانية جامعة محمد الخامس بالرباط
– نائب رئيس اتحاد اللسانيين المغاربة
– عضو حركة الطفولة الشعبية
– متزوج و أب لطفلين