السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

الصحراء المغربية/ مقاربات جديدة

الميزان/ الرباط : متابعة

almizan.ma

الصحراء المغربية/ مقاربات جديدة

الميزان/ الرباط : متابعة
احتضنت قاعة المنوني برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مائدة مستديرة حول الصحراء المغربية: مقاربات جديدة، دام لساعتين من الثالثة إلى الخامسة بعد الزوال يوم 11/11/ 2024، أطره الأستاذ الدكتور محمد جودات رئيس المركز الدولي للدراسات التراثية، والمركز الدولي للدراسات الصحرواية، وقد استضاف هذا اللقاء سعادة الأستاذ الدكتور حامد إسماعيل علي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي كلمته الترحيبية ركز الأستاذ الدكتور محمد أديوان على ما تزخر به ثقافتنا المغربية من تراث أدبي متعدد يجمع بين المروي والمسموع والمكتوب، وقد وجه طلبة الماستر والدكتوراه للاهتمام بالصحراء وإيلائها عناية بحثية تليق بها.
وفي تدخله شكر الأستاذ الدكتور محمد جودات الحاضرين وعلى رأسهم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمينيسوتا الأستاذ الدكتور حامد إسماعيل علي، واصفا إياه بالعالم المتواضع، غزير الإنتاج العلمي حيث ألف أزيد من ستين كتابا منها عشرون كتابا حول الصحراء، وهو في نبله الكبير وعطائه العلمي الغزير مثال للباحث الذي يمكن لطلبة الماستر والدكتوراه أن يقتدوا به، وخاصة في اهتمامهم بالدراسات البينية وتفعيل المثاقفة كبعد من أبعاد الرؤية الجديدة للبحث العلمي، فالدكتور حامد إسماعيل كما يقول الدكتور محمد جودات حاضر في اشتغاله على الثقافة الصحراوية وموروثها، وهو محب للمغرب وللثقافة المغربية، ويشكل حضوره في المغرب مكسبا لأنه باحث رصين محب لعمله متواضع في تعامله.
أما الدكتور حامد إسماعيل فقد نوه بالدعوة الكريمة التي حظي بها من طرف المركز الدولي للدراسات التراثية والمركز الدولي للدراسات الصحرواية ومن طرف السيدة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وركز في محاضرته على أن أرض المغرب هي أرض علم وأدب وعمق تاريخي، وعالم الصحراء يشعره بعبق التاريخ كلما حل ضيفا على بلاد المغرب. كما ذكر أن الصحراء بحكم امتدادها الجغرافي وعمقها التاريخي حضرت وتحضر في المعمار الهندسي للمساجد في البلدان الإفريقية، وأظهر صورا نموذجية لهذا التلاقح المعماري بمدينة تمبوكتو وغيرها….
وقد ترسخت العلاقة بين شمال الصحراء وجنوبها عبر التجارة، حيث تمثل تجارة الملح مقابل الذهب نموذجا دالا على عمق هذه الروابط، فقد كان التجار المغاربة يرحلون عبر إبلهم لنقل أحمال الملح، وقد حفلت رحلة ابن بطوطة بالدور الذي قام به التجار المغاربة في هذه التجارة، وكانت عمليات التبادل تتم ببلاد النيجر حيث يقايضون الملح بالذهب. وكانت القوافل في بداياتها لا تقيم تواصلا لغويا لتعذر ذلك على التجار، وبعد توطد العلاقات التجارية هاجر بعض العمال المغاربة واستقروا بالبلدان الإفريقية وتمت المصاهرة فنشأت العلاقات الاجتماعية تتويجا لهذا التلاقح..
كما جاءت مداخلة الدكتورة فتيحة بلعباس في سياق التذكير بمفهوم الهوية وتتبعت مفاهيم المقاربات الهوياتية.
وكانت كلمة الدكتور محمد التاقي في سياق الأبعاد الثقافية ودور البحث العلمي في هذا المجال. منبها الطلبة الباحثين لأهمية البحث الرصين في مجال الصحراء المغربية؛ واقترح الاهتمام بالابعاد اللسانية لمنطقة الصحراء المغربية لأهميتها في بناء خرائط تنقل القبائل؛ مشيرا لأهمية الرابط اللساني وعلاقته باللسان العربي من باب تطوير اللسان العربي وليس على حساب العربية الفصحى؛ مذكرا أن الحسانية عربية مستمرة ودعوة الباحثين في اللسانيات للاهتمام باللسانيات الجيولسانية؛ كما تساءل عن عربيات القبائل على غرار ماهو معروف في لغات العرب.
وقد تفاعل الحاضرون من طلبة الماستر والدكتوراه في هذا اللقاءالمفتوح، وكانت أسئلتهم غنية تعكس اهتماماتهم بالصحراء ثقافة وفكرا وأدبا، وعبروا عن أملهم في تجديد لقاءات حول الصحراء وكنوزها المعرفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى