“السانديك “بين المهمة القانونية والانزلاق نحو الوصاية الأخلاقية
الميزان/ الرباط: عصام العباري
في المجمعات السكنية، يفترض أن يضطلع “السانديك” بدور قانوني محدد، يتمثل في تدبير الشؤون المشتركة للعقار، من صيانة، وتنظيم، وتحقيق شروط العيش المشترك، وتحمل المسؤولية الإدارية أمام الملاك والجهات الرسمية،وهو بهذا المعنى ليس سلطة وصاية، بل فاعل إداري وتنظيمي في خدمة الجميع.
لكن في بعض الإقامات، تحول هذا الدور إلى ممارسة رقابية مقلقة، حين صار بعض “السانديكات” يتصرفون كأنهم أوصياء على سلوك السكان، يراقبون الداخل والخارج، ويخوضون في النوايا والخصوصيات، متجاوزين صلاحياتهم القانونية.
الأمر لا يقف عند حدود التنبيه أو التوجيه، بل تطور إلى سلوكات أكثر خطورة، من قبيل استدعاء الأمن لمجرد الشك في هوية زائر، أو مشاركة مقاطع من تسجيلات كاميرات المراقبة دون إذن أو سند قانوني. بل إن بعضهم ربط الكاميرا بتلفاز بيته، وجعل من مداخل العمارة مشهدا يوميا يراقب فيه السكان كما لو كانوا تحت مجهر دائم.
نحن لا ندعو إلى التسيب، بل إلى احترام الحياة الخاصة في إطار القانون. أمن الإقامة مهم، لكنه لا يبرر انتهاك الخصوصيات أو تأويل السلوكيات وفق اجتهادات شخصية تزرع الشك والتوتر.
“السانديك” في النهاية ليس رجل أمن ولا رقيبا اجتماعيا، بل مسؤول إداري مؤتمن على خدمة المصلحة المشتركة، وعليه أن يلتزم بحدود مهمته كما يحددها القانون، لا أكثر ولا أقل…