almizan.ma
كالو الناس لوالى لفيه الفز كقفز
ما اثار انتباهي ان ولاد الحركي حولوا الفوز في مباراة لكرة القدم عبر ضربات الترجيح لفوز في معركة مترسخة في اذهانهم الضعيفة وبدأوا بالسب والقذف والشتم والالتفاف على التاريخ .أقول لكم يا ولاد الحركي انتظروا انها عراقة مملكة في السياسة و في علم نظرية اللعبة، يوما ما ستستجدون ابرام علاقات جديدة مع المغرب وفتح صفحة جديدة وترديد شعار خاوة خاوة، بحجة وحدة الدين والتاريخ واللغة، ولن نرحمكم حينها لأننا صرفنا أموالا طائلة قسرا في السباق نحو التسلح كنا نمني النفس استعمالها في التعليم والصحة تذكروا ما قمتم به سنة 1975 طردتم 375 الف مغربي دون ممتلكاتهم واموالهم المنقولة.سنجعلكم يا ولاد الحركي انموذجا لمن يعادينا،لن ننس قول والدنا وملكنا الحسن الثاني رحمة الله عليه من سوء حظنا اننا ابتلينا بجار لا يفهم في شيء ويدعي معرفة وإتقان كل شيء.
اما عند تشدقكم بالحديث عن خوفنا من اسبانيا فيكفينا فخرا انها تستجدي كل مرة لقاء ملكنا الهمام الذي خنق اقتصادها،وسيأتي الوقث لاسترجاع الثغرين المحتلين، المهم أننا نعرف الطريقة والوقت المناسب وطبيعي ان لا نفتح جبهات متعددة للصراع لكن هذا لا يعني البثة ان سبتة ومليلية دخلت مملكة النسيان بالنسبة للمغاربة.
اما بالنسبة لفرنسا فقد اصبحت مصابة باحراج في علاقتها مع المغرب، جعلت ماكرون يهاجم الجزائر عند حديثه عن تاريخ تواجد فرنسا بالجزائر حوله إلى جلسة محاكمة للنظام العسكري الجزائري، لان المغرب بقوته الحالية طلب من ماكرون موقفا واضحا وهو لم يستطع لحد الان إخراجه من عنق الزجاجة ،حجته المعلنة في ذلك الخوف على مصالح فرنسا بالجزائر، لكن حجته الخفية محاولة الابقاء على التوازن في علاقة فرنسا بين طرفي النزاع .لهذا تصرف المغرب بذكاء مسبوق و أبرم اتفاقا كان يناقش سريا صدم به الدول الاوروبية قاطبة وفرنسا على وجه الخصوص ،ولو فهمت فرنسا خطاب العاهل المغربي في قمته مع دول الخليج حينها لكانت التقطت الاشارة جيدا ،حيث قال جلالته لن نقبل بانصاف الحلول بخصوص وحدتنا الترابية اما مع وحدتنا أو ضدها ،بحيث أن القادة الخليجيون صدموا خلالها ،لأن خطاب جلالته كان مؤشرا على تغيير جذري في النظريات المعتمدة في السياسة المغربية الخارجية،وكان في ذلك تطبيق بسيط مباشر ورمزي لنظرية الصدمة،صدمة المخاطب الذي لايجد حينها الجواب الشافي الكافي لعدم توقعه حمولة الموقف والخطاب.
بالنسبة لالمانيا يكفي انها سمت المغرب تركيا الجديدة ونحن لا نجعل تركيا مبلغ حلمنا ،لكن المانيا تحدتت أن بهروب المغرب نحو الأمام وتحيين دور اوربا فقد فقدنا اسواقا اقتصادية بالمنطقة نفس ما قامت به تركيا في بداية الألفية .معضلة المانيا انها وجدت نفسها في ظل تواجد أمريكا والصين وروسيا بالقرن الافريقي مغيبة وهذا ليس خطأ المغرب بقدر ماهو خطؤها لأنها لم تعط للمنطقة حجم الإهتمام الذي أعطته القوى الاقتصادية الكبرى. وبطبيعة الحال حين ما تعاكس أي دولة توجهات الدولة المستهدفة اقتصاديا تقوم هذه الأخيرة باختيار القوى الاقتصادية التي تدعمها سياسيا واقتصاديا كما يسميها عاهل البلاد علاقات رابح -رابح .عقدة المانيا أنها مازالت مكبلة بافرازات تاريخها الأسود وتحارب من طرف أمريكا والشركات المتعددة الجنسيات بطريقة غير مباشرة ،والدليل على ذلك حين التقت انجلينا ميركل بالرئيس اوباما صرحت مباشرة أن الشركات الأمريكية الكبرى تحارب المانيا اقتصاديا وتكلمت عن القاعدة العسكرية بمدينة مانهايم اكبر قاعدة أمريكية في العالم … الخ .
خياراتنا السياسية و قراءاتنا الجيواستراتيجية الخاصة بنا لا يحق لأي مخلوق على وجه الأرض ان يحاسبنا عليها، بعلة القومية الشعار المغبون الذي قتل الوحدة العربية بسبب تخادلات مصر وسوريا في لحظات حاسمة، أو بوحدة الدين والتاريخ و اللغة والدين من كل هذا براء إلى يوم الوقوف بين يدي الله .
الصحوة المغربية هي سنة كونية من سنن الله في الأرض،لأننا أخدنا بالأسباب وتعاملنا بذكاء في لحظات تاريخية معينة ،استفزازات اسبانيا المتكررة والمقصودة في جزيرة ليلى كانت الغاية منها بالضرورة معرفة نوايا وسقف تطلعات المغرب في السنوات الأولى من حكم الملك محمد السادس، لكنها تلقت رجة لم تكن في الحسبان من خلال زيارة كولين باول والموقف الذي ألجم به هذا الاخير اي محاولة للدخول مع المغرب في حرب استباقية و مباشرة،فسر هذا الموقف دوليا أنه اعلان غير مسبوق لتحالف استراتيجي اكبر لصالح المغرب مقابل اسبانيا بالرغم من كون هذه الأخيرة تعتبر حليفا تقليديا لأمريكا داخل الناتو. نفس المعطى استغله المغرب عبر تحيين الموقف الليبي و التونسي مع ظهور تورات الربيع العربي الذي أنتج قيادات اقل ما يقال عنها قيادات كأحجار فوق رقعة الشطرنج حولت الربيع المنشود إلى خريف مشهود سماته التسلط والالتفاف على الشرعية الديمقراطية بعلل واهية كالارهاب وترسيخ عقيدة المؤامرة لضبط اي محاولة لتغيير النخب الحاكمة . كما أن هذه الصحوة كانت متوقعة مند اعتلاء محمد السادس حفظه الله الذي اعتمد الصمث البناء على المستوى السياسي والاقتصادي وجعل لغة الأرقام والانجازات تتحدث بنفسها، وليس كما يفعل ولاد الحركي منذ أيام بوتفليقة إتقان فن الخطابة وتحريك سيكولوجية الجماهير نحو جار عدو نعثه شخصيا بألفاظ نابية مؤكدا استمرارية عقيدة العسكر الجزائري في شحن بطارية الحقد والعداوة إتجاه المغرب .المغرب كان واضحا مند البداية علاقاته الجيواستراتيجية حر فيها مادامت لا تشكل خطرا على أحد.لكن على حد تعبير المثال الشعبي لفيه الفز كقفز ههه.
لن نشرح بعد اليوم لأحد مبررات تحالفنا القديم الجديد مع أمريكا أو إخراج علاقاتنا مع إسرائيل علنا ،الكل يعلم بما فيهم الفلسطينيون الارتباط القوي للمغاربة اليهود اللذين لم ينسوا كما نسيت قيادة الجارة العدو اللحظات التاريخية الصعبة التي استقبلهم فيها ملوك المغرب أيام هتلر والأنظمة الشمولية التابعة له فيشي في فرنسا موسوليني في ايطاليا و المتاعب التي لقيها اليهود ايام فرانكو باسبانيا.
الدليل القوي على ما قدمه المغرب للقضية الفلسطينية جاء على لسان زعيم حركة حماس المعارضة لحظة استقباله من طرف رئيس الحكومة السابق العثماني ، إذ صرح علنا وأمام ممثلي الاحزاب المغربية ووسائل الاعلام الوطنية والخارجية، المغرب هو أول مساند للفلسطنيين قولا وفعلا وليس فقط حمل الشعارات الجوفاء التي لا تتمظهر على ارض الواقع.وفي هذه الزيارة بالذات كنت اتمنى ان تنطبق عليكم لفيه الفز اقفز لكنكم سكتم لكون مضمون خطاب زعيم حركة حماس ألجم لسانكم.
في النهاية اقول لكم يا ولاد الحركي عليكم بقراءة كتاب الطابو الاخير لمؤلفه بيار دوم الذي نشر سنة 2015 ومواجهة ما تضمنه من تفاصيل حول من خلق منظمة الجيش السري الخائنة لقتل عناصر وأحلام جبهة التحرير الوطنية في الاستقلال خلال الفترة الممتدة مابين 1954 و1962،هنا ايضا كنت اتمنى ان ينطبق عليكم المثال لفيه الفز اقفز ،لكن ذلك للاسف ليس بمقدوركم لأن فيه أسرار عن علاقتكم باليمين الفرنسي المتطرف.
كل هذا انتظروا يا ولاد الحركي فالقادم احلى ان شاءالله.
