السياسيةقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

ذكرى شيرين أبو عاقلة واقع مستمر

الميزان / نابلس: الدكتور أحمد عزيز

almizan.ma

ذكرى شيرين أبو عاقلة واقع مستمر
الميزان / نابلس: الدكتور أحمد عزيز
شيرين أبو عاقلة
عيدٌ جديد وغيابٌ قاسي
بين شجرة جنين وشجرة الميلاد
مَن يَمسحُ الحزن عن أعياد الميلاد المُثقلة بأحزان الفَقد والموت ؟
مَن يَمنحُ شجرة الميلاد بَهجَتها ونُورها المتلألئ بكل ألوان الفرح والدِّفء؟
مَن يُطلق اجتراحات الزمن الفلسطيني في مواقيت النار والفولاذ والرصاص في غزة التي تحترق بالقصف والماء المعجزة والخُبز المُدَمَّى برائحة الموت في الطرقات المُوصدة بالدبابات التي تُطلقُ جحيمها وحقدها في ثنايا الوقت والتاريخ .. كي تمحو عار أكتوبر عن أسطورة التنين الأزرق الذي لا ينتهي ؟
مَن يفتحُ شبابيك الشُرفات في المساءات على قلائد النور العالية الساطعة بروح المكان الذي يصدح بتراتيل العائدين من شهقة الموت الأخيرة عند شجرة شيرين أبو عاقلة في جنين التي شربت روحها وفَوحَ دمها السًّخين؟
مَن يُعيدُ لشيرين صوتها صوتنا الحر وخوذتها الطًّريَّة التي لم تتحمل صوت رصاصة الحقد .. ذلك أنَّ الخوذات قد تَصدُّ الموت لكنها لا تمنح الحياة دائماً، ليست دائما مضادة للرصاص .. والرصاصة وصلت الهدف وأخطأت الفكرة .. تتهاوى الخوذات ولا تتهاوى الكلمات ؟
في عيد الميلاد تُطل شيرين ببهاء روحها الصافية وقلبها الكبير وأُمنياتها الناعمة أمام باب العمود في القدس، ومن على مشارف غزة بخالص الدعاء لحماية غزة وصوتها الحنون المُجَرَّحِ ” يا رب احمِ غزة ” .
نرى شيرين اليوم أمام الكاميرات المقاتلة في غزة والقدس وجنين ونابلس وطولكرم مع كل مشهدٍ يُوثق جرائم العَصر ومذابح التاريخ .. نراها في عيون الصادقين الأوفياء من رِفاق دربها الشُجعان البواسل الذين ثبتوا على عهدهم ووعدهم بمواصلة الدرب رغم كل صعب .. نسمع صوتها المَسكُون في أصوات المحاربين الإعلاميين الأحرار في كل مكان على أرضنا .. كما فَاحَ مِسكُ دمها عطاراً في أرجاء الوطن .. هي اليوم معنا بصوتها العابر لكل دَقَّات القلوب ودَقَّات الساعات تنتشر على موجات الصمود والأثير الملتحم مع المعارك اليومية التي يخوضها شعبنا ببسالة ملحمية وثباتٍ أسطوري.
في عيد الميلاد وأنتِ المُتجددة الباقية في أعيادنا وكل مساحات الفرح العنيد نُجددُ لروحك الطاهرة النًّقية باقات الورد وقلائد الحب والفخر .. ونعلمُ أنَّ عَدالة السماء هي العدالةُ النَّافِذة .. ولن يفلح القَتلة في قتل الحقيقة الساطعة سطوع الشمس في كبد السماء.
لك الرحمة وبعض ما نستطيعُ من الوفاء.. بعض ما نستطيع من الكلمات.
السلام على روحك العالية التي تتعمشقُ أشجار الميلاد وأشجار الأرض .. كل الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى