تحت النار المعادية : معاناة سكان غزة في ظل استمرار الاستيطان والمطالب الشرعية
الميزان/ الدار البيضاء: ذ محمد ازوين

almizan.ma
تحت النار المعادية : معاناة سكان غزة في ظل استمرار الاستيطان والمطالب الشرعية
الميزان/ الدار البيضاء: ذ محمد ازوين
عندما يتداخل الثأر والصراع السياسي، يكون الشعب الفلسطيني هو الأكثر تأثراً ومعاناة. إحياء ذكرى الحرب الفلسطينية الإسرائيلية يعزز وعينا بالتحديات التي يواجهها سكان عزة من خلال الصراع المستمر.
تقع مدينة عزة في قطاع غزة، الذي يعد واحداً من أكثر المناطق تضرراً جراء النزاع بين إسرائيل وفلسطين. تعتبر مدينة عزة جنة على الأرض لآلاف السكان الفلسطينيين الذين ينعمون بأرض خصبة ومناخ معتدل.
ومع ذلك، تتحول هذه الجنة إلى كابوس حقيقي عندما تندلع الحروب وتشتعل النيران في كل مكان. فقد تعرضت عزة لأعنف الهجمات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية، وإعاقة الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والنقل، وتشريد الآلاف من السكان.
تعاني العائلات في عزة من نفس مخاوف الناس العاديين، مثل الحاجة إلى الأمان والمأكل والمأوى، ولكنهم أيضاً يعانون من تهديد الحرب المستمر والانعدام الحرفي لفرص العمل. فالقطاع يعيش تحت حصار وحظر تجوال صارم من قبل إسرائيل، مما يعقد الوصول إلى الخدمات الطبية والتعليم ويقيد فرص العمل والتنمية الاقتصادية. كما يعيش السكان في ظروف سكن غير صحية بسبب تلوث المياه ونقص في الصرف الصحي، مما يجعلهم عرضة للأمراض والوباء.
إضافة لذلك، يعيش الأطفال في عزة تحت حروب بشعة وصراعات مستمرة. فالأطفال في القطاع لديهم ذكريات مريرة لا تمحى، فقد شهدوا القصف والمقتل وفقدان أحبائهم. يتعرضون أيضاً للضغوط النفسية والعصبية، ويعانون من نقص التعليم وفرص الترفيه.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني السكان من نقص في إمكانية الوصول إلى المساعدة الإنسانية الضرورية. يتعذر على المنظمات الإنسانية الوصول إلى القطاع بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة البضائع والأفراد. هذا يعني أن السكان يفتقرون إلى الطعام والماء والدواء الأساسي والدعم النفسي.
رغم كل هذه التحديات والمعاناة، يبقى سكان عزة يصرون على البقاء والصمود. يحتضنون قوة لا تصدق وروحاً لا ترهبها الصعاب. يعمل الكثيرون في مجالات المجتمع المدني والتعليم والقانون والصحة لتحسين الظروف المعاشية وإيجاد فرص عمل جديدة.
يجب على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب سكان عزة وتقديم الدعم الضروري للإغاثة والمساعدة الإنسانية. يجب أن توقف إسرائيل الحصار الذي يعرض حياة السكان العزة للخطر وتسهم في تدهور الأوضاع الإنسانية.
إذا تم تحقيق السلام وأُزيل القيود القائمة، فإن السكان في عزة يمكنهم أن يحظوا بحياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً. يستحقون العيش بكرامة وبلا حرمان، وأن يشعروا بالأمان والسلام. فالسلام لا يعني فقط وقف إطلاق النار، بل يعني أيضاً تحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان.
ذ محمد ازوين
باحث في التنمية البشرية وتطوير الذات
مختص في التطوير الذاتي