*”أَرْوَاحُنَا خُلِقَتْ لِتُواجِهَ لا لِتَسْتَسْلِم”*
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
في زمنٍ طغى فيه اليأس على الرجاء، وتكاثفت فيه غيوم الحزن حتى غطّت نور الأمل، يجد الإنسان نفسه محاطًا بجدرانٍ من الألم والفقر والعوز، تشتد عليه كأنها قبضة من حديد، لا ترحم ولا تضعف. لا ذنب له سوى أنه وُلد في بيئةٍ أضناها الفساد، وأحنتها المحن، واستنزفتها الحروب والنزوح والبطالة حتى صار رزق اليوم أمانيًا، وبسمة الغد سرابًا، لكن… حينما تضيق الدنيا، يتسع القلب، فداخل الإنسان طاقة لا تُقاس، وعزيمة لا تُكسر، وروحٌ خُلقت لتواجه، لا لتستسلم؛ فالانكسار ليس نهاية، بل لحظة تأمل، يُولد منها النهوض، والاستسلام ليس حلاً، بل خيانة للحلم الذي لم يكتمل، ولروحٍ لم تأخذ فرصتها في التغيير؛ فإن من بين الدموع يولد الإبداع، ومن بين الظلام يخرج البيان، ومن الحطام تُبنى الممالك؛ فيا من ضاقت عليه الأرض بما رحبت، أنظر حولك، فلست وحدك؛ ففي كل حيٍّ فقير، وفي كل نازحٍ متعب، تسكن قصة بطلٍ مقاوم، أنت أحدهم، وأمامك خياران: أن تنحني وتختفي، أو أن تنهض وتُكتب عنك الأساطير، اختر الثانية، فإنك أهلٌ لها،.. صوتك أمانة، وقلمك سلاح، ومعاناتك شرارة التغيير… فشارك، تحدث، اكتب، تابع، ادعم، وكن شمعةً في ليلٍ حالك، .. قد لا نملك الحلول، لكننا نملك الكلمة… والكلمة كانت ولا تزال، أقوى من الرصاص.