أكثر الأوبئة الفتاكة في مختلف الأزمنة التي مرت على البشر قبل كورونا

مر على البشر العديد من الأوبئة الفتاكة و في مختلف الأزمنة ، لكن هناك أوبئة معينة أشد فتكا من غيرها و التي تسببت بكوارث و خسائر بشرية كثيرة ، و الغريب أكثر أن تلك الأوبئة كانت تأتي كل عشرين سنة من كل مائة عام بداية من 1720 و 1820 و 1920 .
3 الطاعون الأسود أو الموة الأسود :
سمي بالطاعون أو الموة الأسود بسبب أن مصير من يتعرض له هو الموة في أيام معدودة ، و كذلك أعراضه الغريبة ، التي تشمل بقع سوداء على الجسم و غرغرينة على الأطراف و الشفتين و رأس الأنف .
طاعون جاستنيان :
إنتشر هذا الطاعون في القرن السادس في الإمبراطورية البيز نطية أو الرومانية الشرقية ، سمي بطاعون جاستنيان بسبب أن الإمبراطور جاستنيان الأول أصيب به لكن شفي لاحقا منه بسبب العلاجات المكثفة ، و قد كان لهذا الإمبراطور يد كبيرة في إنتشار الطاعون نتيجة إصراره على مواصلة التجارة البرية لجلب البضائع التي تناسب أسلول حياته الفاره . الشيء الذي دفع الكثير من المؤرخين إلى تلقيبه بالإمبراطور الشيطاني ، حتى أن هناك بعضا منهم يقولون أن الطاعون أساسا هو عقاب من الله أنزله عليه ، بينما يعتقد آخرون أن الإمبراطور جاستنيان هو الذي إخترع الطاعون .
الطاعون الثاني :
كان هذا الطاعون الأكثر رعبا و فتكا بين كل الأوبئة فقد حصد ثلث أرواح أوروبا ، مما تسبب بموجة هلع و فوضى عارمة بين الناس ، لكن رغم أنه أشتهر بأوروبا إلا أن بؤرة إنتئاره كانت الصين ، إنتشر عن طريق التجارة البرية ، لكن حسب مؤرخين عرب يقال أن بؤرة إنتشاره كانت منغوليا ، فقد هاجم المنغولييون محطة إيطالية لتبادل البضائع تقع في منطقة بين الصين و أوروبا ، لكن نجح التجار من الفرار حاملين معهم الوباء ، مما أدى إلى إنتشاره في أوروبا ، و أدى فرار الناس المستمر من الوباء الى إنتشاره أكثر حتى غطى أغلب مناطق أوروبا .
تشير بعض مصادر المؤرخين بأن الدول في فترة الطاعون الثاني كانت تقذف بجثث مصابين بالطاعون في مدن و قرى الدولة العدو ، مما يؤكد أن فكرة الحرب البيولوجية ليست جديدة ، أما بالنسبة لأول تسجيل لحرب بيولوجية فهو في حرب اليابان و الصين الثانية .
الطاعون الثالث :
إنتشر الطاعون كذلك للمرة الثالثة بسبب الصين ، حيث بقي بشمال غرب الصين لسنوات ، حتى إنتشر بسبب التجارة البرية و البحرية إلى مناطق إخرى مقاطعات الصين الأخرى و دول مجاورة ، ما ميز هذا الطاعون عن الآخرين هو محاولات السلطات للوقاية منه ، حيث كانت تحرق المباني التي تشك أن بها جردان حاملة له ، مما أدى إلا حرق العديد من المباني و تشرد العديد من الناس .
2 الكوليرا :
إنتشر الكوليرا كذلك على عدة مراحل أشهرها كانت ب1820 ، بحسب المؤرخين فإن أصل إنتشار الكوليرا هي الهند و ليس إفريقيا كما يعتقد غالبية الناس ، و إنتشر بعدها من الهند إلى كل دول العالم عبر التجارة البرية و البحرية ، و الخطير أكثر هو أن الكوليرا تستطيع قتل الإنسان في أقل من ثمانية عشر ساعة فقط ، نتيجة الجفاف الكلي الذي يسببه الإسهال .
يعتقد العديد من الناس أن البشرية قد تغلبت على الكوليرا ، لكن هذا غير صحيح بالمرة ، فهناك العديد من المناطق التي يعاني سكانها من ضروف معيشية قاسية و ملوثة و التي تمثل بيئة مناسبة لإنتشاره .
1 الإنفلونزا الإسبانية :
إنتشر هذا الوباء في فترة الحرب العالمية الأولى ، و يرجع سبب تسميته بالإنفلونزا الإسبانية لأن إسبانيا كانت تنقل مستجداته ، عكس الدول المشاركة بالحرب التي كانت تعاني من رقابة شديدة على وسائل إعلامها ، أما بالنسبة لمصدر إنتشاره فهناك نظريات عدة حول ذلك ، الأولى تقول أنه إنتشر من معسكر فرنسي مليئ بالجرحى ، الشيئ الذي يشكل بيئة مناسبة له . زعم المؤرخ ألفريد دبليو كروسبي أن أول إنتشار كان بولاية كانساس الأمريكية ، أما النظرية الثالية تقول أن المصدر هو الصين ، حيث كانت الصين من المناطق القليلة الأقل تأثرا من الإنفلونزا ، مما جعل الباحثين يعتقدون أن الصين هي مصدر الإنتشار و أن لصنيين مناعة ضد الإنفلونزا ، لكن النظرية الثالثة هي الأقرب للتصديق حيث أكدها الخبير كلود هانون عام 1993 ، و المؤرخ مارك هامفريز الذي إدعى أن لديه دلائل أرشفية تشير إلى إنتشار مرض تنفسي شمال الصين في تلك الفترة ، و الذي تحول لاحقا إلى وباء .