المقاربة الأمنية الاستباقية تقضي على الخلايا إرهابية بالمغرب في مهدها
الميزان / مراكش: الدكتور جلال

almizan.ma
يحتضن المغرب اليوم الأربعاء 11 مايو الجاري ولأول مرة في القارة الأفريقية، المؤتمر الوزاري السنوي للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، بمشاركة أزيد من 80 بلدا ومنظمة دولية.
وبحسب بيان للسفارة الأميركية في إيطاليا، خصص الاجتماع الذي تجري فعالياته بمدينة مراكش ويرأسه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، لدراسة “التهديدات المتزايدة لداعش في أفريقيا وفي العراق وسورية وأفغانستان”.
ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع إعادة انتشار المنظمات الإرهابية في العديد من الدول الإفريقية، وهو الأمر الذي يحذر منه الخبراء، معبرين عن خشيتهم من أن تصبح القارة “بؤرة جديدة لتوسع داعش”.
وخلال الجلسة الافتتاحية استهلّ ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كلمته الافتتاحية المتعلقة بالاجتماع الدولي حول “داعش” بمراكش بالحديث عن المقاربة المغربية في القضاء على التطرف الديني والتهديدات الإرهابية المحدقة بالقارة الإفريقية.
بوريطة، الذي كان يتحدث أمام الوفود الدبلوماسية العالمية، أوضح أن “المغرب اعتمد إستراتيجية شاملة ومتكاملة لمواجهة التطرف العنيف، وردع الجماعات الإرهابية، وذلك بتعليمات ملكية سامية”، لافتاً إلى أن المملكة تمكّنت “من تفكيك أزيد من 210 من الخلايا الإرهابية منذ سنة 2002”.
وأردف المسؤول الدبلوماسي بأن “الممارسات الفضلى للمملكة في مجال الإرهاب مكّنت البلد من مواجهة التطرف الراديكالي بالقارة الإفريقية”، مشيراً إلى أن العاصمة الرباط تتقاسم تجربتها الرائدة مع بقية العواصم الإفريقية الشقيقة بهدف حماية القارة.
و أكد أن “التجربة المغربية في محاربة الإرهاب تركّز على المقاربة متعددة الأطراف، انطلاقاً من مبادئ التضامن والشمولية، بما يشمل تقوية قدرات الزعماء الدينيين”، معتبراً أن “مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بإفريقيا يعطي فرصة مهمة لتقوية قدرات التحالف”.
وأكد وزير الخارجية المغربي أن “إفريقيا أصبحت هدفا رئيسيا لتنظيم داعش الإرهابي، بوقوع أزيد من 41 بالمائة من الهجمات الإرهابية بهذه القارة خلال 2021، ما أدى إلى ارتفاع نسبة العنف من 40 إلى 60 بالمائة”، ليؤكد أن “إفريقيا جنوب الصحراء تستحوذ على 48 بالمائة من وفيات الإرهاب بالعالم”.
وشدد بوريطة على أن “منطقة غرب إفريقيا والساحل تعد من أكثر المناطق تأثرا بالهجمات الإرهابية عبر العالم، حيث يوجد أزيد من 1.4 مليون نازح بسبب الهجمات المتواصلة”، مشيراً إلى أن “التكلفة الاقتصادية للإرهاب بلغت 171 مليار دولار بالقارة الإفريقية خلال العقد الماضي”.
وسجّل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وجود “27 كيانا إرهابيا متمركزا بالقارة الإفريقية”، وهو ما اعتبره “مؤشراً على صلة تلك التنظيمات بالجماعات الإرهابية عبر العالم”.
وختم بوريطة مداخلته الافتتاحية بالقول إن “النزعة الانفصالية والإرهاب وجهان لعملة واحدة، ما مرده إلى العدد المتزايد للأفراد الذين ينتقلون من الجماعات الانفصالية إلى الجماعات الإرهابية، والعكس صحيح”.