كتاب الراىمنوعات

البنادرية / خاطرة 10

الميزان / الدار البيضاء : الدكتور سعيد الناوي

almizan.ma

30/8/2022

هاتفني صاحبي بعد قهوة صباح الأمس يسألني عن ما إذا لاحظت هجوم البنادرية و عجيج المدعوين و المقيمين العراء ولوازم الويسكي.. و بنات الليل والنهار الماسكات على أطرافهن و
ما امتلأ و كثير من أنصاف الرجال و بعض الرجال المتلصصين أو المتربصين بأنثى، أو بواحد من الأنصاف، او الساعين إلى نسيان شيء، أو فقد الذاكرة لوقت معلوم أو مجهول….
و قد كتبتُ له سلفا عن البنادري ، ذلك البسيط الذي يقرع البندير بأنامله و” قصعة “يده و قد يزيد على الخبط و القرع إنساد ما توارث من جميل اللحن والقول….
و قد سال و سأل عن الموجة الجديدة و عن مال البنادري القديم ..
فقد كاد يختفي، و لن تلقاه إلا في الأسواق الأسبوعية، لأن القوم الجدد لن يرضون به بنادريا لأنه قديم، و لو أتقن حرفته، و أجد في صنعته ..
غير مرغوب فيه لأنه قديم، أسمر اللون من حرقة الشمس، قديم لا يستحم و لا يفقه في صباحيات البونجور و البونسوار”..و vous êtes adorable madame..vous êtes généreux monsieur…ravi d’assister cette soirée…
ربببببييي يخليك ليلي؟!!
لقد هاله كيف رفع “الرجال” “البنادري” و معهم حفنة نسوة حملن البنادر نفسها ، ومنهن من تزيد على الإسم لقب القبيلة أو الفخذة أو العشيرة، و قد تزيد عليها لقبا من منى و مزدلفة ومكة و عرفات…
و كل ما يجمع “البنادرية” الجدد لحية تم قدّها بموفور العناية من حلاق مكسور ، و هندام العمالقة من فناني الهوليود و لو عن طريق الكراء و قلادة ذهب و سروال “منصور” من القديمن، و من جهة الأست فتبرز الارداف، و ما بين الأرداف لكي تتهلهل، و تأمل عند تحريك ظهره و ما تحته و بطنه و فخذيها قاتله الله أني يؤفك و يحط و يتحرك.
و أغلبهم و أغلبهن يردن و “لا بأس في تأنيث من يهوى التأنيث، يحرثن على أن يدخلن وسط حفنه صعاليك ، منهم من فتٓل عضلاته و أهلكٓ قلبٓه و أضاعٓ وقاره و كرامة الرجل في رجولته،
و أنوثة المرأة في أنوتثها حتى اختلطا و تنافسا في أي منهم الاضخم أردافا و أستا و أطول شعرا و أقبح تحويلا و أمسخ تغييرات في ما خلق الله و صور و ميّز…
و منهم من لبس برنوس الأمة لكنه طرّزه و خلع عليه وردا و حبات قماش ذهبية و نحاسية يعلن بها أنه ليس بالإمام و إنما بامير الغلمان…
و قد جاءكم ببندير مطروز و أست كبير و قدّ دقيق أو غليظ لكنه خفيف الدوران و الأهل و الأنامل حتى تكاد لا تميزه عن فاجرة…!
و ليس لهؤلاء نصيب من الكينونة لولا الرهط من القوم المفرنسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى