almizan.ma
حقوقيون يهمسون لبنموسى/ الاعتراف بالحق حق
الميزان/ الرباط: متابعة
مهما هبت رياح التغيير من أجل التغيير فإن جذور الأشجار تبقى صامدة .
صحيح هذه الرياح العاتية المؤقتة ضربت عقر دار وزارة التربية الوطنية..
لكن الجذور لم تهتز بل بقيت راسخة ضاربة في عمق الأرض ما جعل زعزعتها أمرا مستحيلا ، نمت في أرض صلبة ضامرة .. لها ماض ولها ذاكرة قوية …
عجبنا مثلما عجب الناس للقرارات التي بدأت تنفذها الوزارة وتستبدل أناسا مسؤولين مثقفين أعطوا الكثير من جَهدهم ومن حياتهم من أجل أبناء الوطن، و أبناء الجالية المغربية المقيمة خارج الوطن. (انظر الوثيقة الإطار الخاصة بأبناء الجالية)
وكان الهدف من هذه القرارات التغيير الأجوف بادعاء الانتقال من عصر الجمود كما ادعى أحد المستهترين – للأسف (من رجال التعليم)- إلى عصر جديد بعيدا عن الوطنية وقيمها منفتحا على الثقافات العالمية، أوفي إطار آفاق المؤسسة الجديدة أو ما أطلقوا عليها بالمدرسة الرائدة ، حيث بدأت تلوح في الأفق مخرجاتها من اضطرابات وردود الأفعال و التلويح بانتقادات ، بل حتى إضرابات في أحاين أخرى.
نتساءل، ما الذي دفع وزير التربية الوطنية لاتخاذ هكذا قرارات في حق مدير المناهج ؟ وكيف استسلم لتيارات التخريب التي لن تسفر إلا عن ويلات ومصائب.
قيل إنّ مَن ادعى إلى غير الحق وهو يعلم أنه الحق، فالجنة عليه حرام ، وهذا يقتضي منا أن نعترف ولو بجزء صغير لهؤلاء الذين ضحوا من أجل بلادهم، فارتبطوا برابط قوي بالوطن والأرض.
إننا في الهيئة الديمقراطية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحماية ورعاية الطفولة نستنكر ما قيل وما يقال عن شخص مدير المناهج السيد فؤاد شفيقي الذي أعطى الكثير للمناهج المغربية بإنقاذها من العقم الذي كانت عليه و الخروج من الحيرة والانزعاج التي طالت جمود البرامج التعليمية وغموضها في بعض الأحيان ، فما دمنا اليوم لا نعترف بالجهود التي يستخدمها أناس من أجل المصلحة العامة وأخص بالذكر الدكتور فؤاد شفيقي فإن موت القيم والمبادئ بدأ يطرق باب وزارة التربية الوطنية .
ثمة ما يدعو إلى التخوف من هذه التغييرات، ولربما توجد أيادي تدّعي أنها تدري وهي لا تدري، بدأنا نعيش عصور الحكايات الكبرى وبداية إيديولوجيات الجنات الموعودة التي لا يتحقق منها شيء.
قطعًا لم يناضل السيد شكيب بن موسى من أجل إرساء البرامج أيام الوباء ، ولم يُضحِّ بنفسه وصحته من أجل أبناء الوطن، ولكن هناك من ناضل وضحّى لرفع ودفع االضرر أمثال السيد شفيقي الذي كان يعمل ليل نهار لإنجاح التعليم عن بُعد واستفادة النسبة الكبيرة من تلامذة هذا الوطن.
و لربما لم يعلم السيد الوزير أنه بفضل هذا الرجل الذي تميز عن غيره من المسؤولين بعصاميته وتفانيه في العمل ونكرانه لذاته حقق المغرب تتويجات متتالية منها فوز الطفلة المغربية مريم أمجون البالغة من العمر تسع سنوات لقب بطل تحدي القراءة العربي لعام 2018، وتتويج تلميذة مغربية “ملكة الرياضيات الإفريقية خلال الدورة الثلاثين من الأولمبياد الإفريقية في الرياضيات التي احتضنتها مدينة كيغالي برواندا…
صحيح الاعتراف بالحق حق .. وعلينا أن نعترف ……
و صدق من قال “ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم”.. كفانا من إهانات مقصودة للعلم والعلماء، مقابل الانتصار للجهل والجهلاء!
عن المنظمة