السياسيةقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

من جهلها.. هولاكو يهزأ بالعبيد.

الميزان / الرباط: الدكتور محمد جودات

almizan.ma

من جهلها.. هولاكو يهزأ بالعبيد.
الميزان / الرباط: الدكتور محمد جودات
في تحليل ساخر لصورة استقبال رؤساء العالم؛ يتفنن “رئيس العالم” في كل مرة بإذلال رؤساء الشعوب المغلوبة التي غلبها الفقر وغلبها تسلط رؤسائها وجعلها التخلف في قاطرة الزمن الأخيرة.
فبعد صور الإذلال السميولوجي التي نقلتها وسائل الإعلام وكان ارتباك الزعماء الذين استقبلهم هولاكو واضحا؛ وبعد عبارات التهكم في حق من سلموا مفاتيح خزائن الذهب والبترول ضاحكين أمام العالم وأمام كاميرات الصحافة الدولية؛ وبعد التدخلات الحربية المكشوفة لمد يد العون للصهاينة في تقتيل أطفال وشيوخ غزة ومحوها عن بكرة أبيها وصد كل متدخل للعنة هذا المحو العرقي؛ وبعد العدوان على دولة عضو في الأمم المتحدة علينا بمشاركة علنية للصهاينة في ضرب إيران؛ وقبلها افغانستان والعراق وسوريا والبقية آتية؛ يؤسس هولاكو مسلسل إذلال سميولوجي جديد عندما يصطف (الزعماء) كأنهم في مدرسة ابتدائية أمام الزعيم: زعيم هذا الزمان الوحيد.
وفي صورة سيذكرها التاريخ يعطي الكلمة تباعا لكل زعيم ليقدم اسمه واسم بلده ومواردها… وقد يتدخل بإشارة واضحة ليقول للتلميذ صاحب العرض أسرع فليس لنا الوقت الكافي لسماع كل تفاصيلك. وفي تعقيب هولاكو الفريد قد يثني على لغة الزعيم التلميذ الأسد على شعبه؛ فيشكره على لغته الجميلة؛ وقد يسأله أين تعلم هذه اللغة.
ليعطي الكلمة للزعيم الكرطوني اللاحق ليعرض منتوجه ويعرف بموارده وخزائنه.
ولكن الجميل والمثير للسخرية في زمن غريب أن يسترسل الزعماء: زعماء الكراسي التي جوعت شعوبها في مدح الجلاد الأول وتقديم كل البلاد سخاء. بل وترشيح فارس هذا الزمان الوحيد لجائزة السلام في كذب على أنفسهم وعلى شعوبهم التي تنظر لحقيقية الجلاد كل يوم.
فما أشبه اليوم بالأمس البعيد عندما سلمت مفاتيح خزائن بغداد وقصور الحمراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى