شباب الريف الحسيمي من فريق ينافس الكبار، الى فريق قريب من الزوال

يعتبر فريق شباب الريف الحسيمي من الفرق التي بصمت على اسمها بالقسم الاحترافي مع أول صعود لها، فبعد صعوده في موسم 2010 حافظ الفريق على مكانته بالقسم الاحترافي لتسع سنوات على التوالي في عهد رؤساء مثل الياس العماري وعبد الصادق البوعزاوي وعبد الاله الحتاش رغم تراجع الفريق في ولايتي هذا الأخير، الى أن سقط الفريق الى القسم الثاني في موسم 2018/2019 تحت رئاسة مصطفى ديرا صاحب المقولة الشهيرة بعد انتخابه رئيسا للفريق ” معندي مانخسر على الفريق ” مشيرا لدخوله غمار تسيير الفريق فقط دون نية صرف ولا سنتيم واحد من ماله الخاص، ومن هنا وقبله بدأت قصة سقوط الفريق للقسم الثاني رغم رئاسة الفريق من طرف سمير بومسعود في بداية الموسم لاعادته الى توهجه وابقائه بمكانته، لم يفلح بومسعود في البقاء رئيسا وقدم الاستقالة بسبب ضغوطات وُصفت بالخطيرة كشف عنها لاحقا في تصريحات عبر وسائل الاعلام.
سقوط للقسم الثاني وتدحرج للهواة
لم يكن أحد من محبي الشباب يتوقع سقوط الفريق بشكل متتالي من البطولة الاحترافية الى الهواة في موسم واحد، فالفريق تحت قيادة نفس الرئيس (مصطفى ديرا)، لم يصمد بالقسم الثاني رغم رمزيته كفريق قادم من البطولة الاحترافية ونزل مباشرة بسبب النتائج السلبية التي أجمع الجميع انها كانت بسبب تراكمات سوء التسيير وتغيير التركيبة البشرية للفريق بشكل كامل تقريبا في كل بداية موسم وكأن الفريق مشروع تجاري يغير سلعته مع كل رأس سنة جديدة، بل صاحبه أيضا تغيير كل مرة لمدربين والاطقم التقنية، فمن حسن الركراكي لسعيد الزكري لفوهامي ومعه الى الهواة في نهاية مأساوية لفريق كان بالأمس القريب يقارع اندية كبيرة بالبطولة الاحترافية وكان ملعبه ميمون العرصي ” شيبولا ” يسمى مقبرة الفرق الوطنية، لصعوبة الفوز على الفريق الريفي بعقر داره، غير ان التسيير الغير المعقلن أدى بالفريق الى الهاوية وأصبح بدون هوية والملعب صار مصدر نقاط للفرق الزائرة وحتى الغارقة منها للانعتاق مما هي فيها.
تشتيت أبناء الفريق وانتدابات بالجملة وبداية متعثرة متوقعة
بدأ موسم الهواة، وبدل جمع أبناء الفريق لتكوين فريق محلي بهدف اعادته الى القسم الثاني على الأقل، صارت الأمور على عكسها، فتشتت أبناء شباب الريف الحسيمي ممن كانوا بالأمس القريب يرفعون مشعل فريق الامل ويشكلون ركائزه وحتى الأول، فتوزعوا على فرق بالقسم الثاني والأول وآخرون بفرق الهواة وحتى العصبة بعدما فقدوا الامل في سياسة تسييرية جديدة للنهوض بالقطاع الرياضي بالمدينة وإعادة شباب الريف الحسيمي الى مكانته الحقيقة فصار الفريق بدون امل وبدون فريق للأمل.
مع التشتيت بدأ موسم التسوق بالجملة كما عهد المتابع الرياضي المغربي سياسة شباب الريف الحسيمي، عادة سيئة تتمثل في فسخ عقود اللاعبين وجلب آخرين ليكون الفريق في كل موسم جديد، يكاد اللاعب يعرف زميله في الفريق الا حين يجمعهم المدرب، عادة ليست وليدة اللحظة بل عمرت بالفريق لسنوات وكانت من بين أسباب الكارثة، حتى بات جمهور الحسيمة يطرح أكثر من علامة استفهام عن المستفيد من كثرة الانتدابات، أهي انتدابات أم شيء آخر لا يفيد الفريق في الأهداف التي توضع دون ان تحقق.
كانت البداية مسايرة لطريقة التسيير، متعثرة ومتوقعة من أغلب متابعي الفريق، ثلاث دورات كسب منها نقطتين، هي إشارات باستمرار نفس السياسة التسييرية ونفس التعثرات، وقد تؤدي بفريق شباب الريف الحسيمي الى الاندثار كما صرح الرئيس السابق سمير بومسعود لوسائل الاعلام، بأن الفريق ذاهب نحو الزوال ان لم يتدخل المسؤولون بالمدينة لإيقاف النزيف وتغيير سياسة التسيير ومن يتشبثون بكرسي الفريق رغم غزارة الإخفاقات وعمق الجرح الشباب.
خمسة مدربين قبل ومع انطلاق بطولة الهواة ولا امل في البقاء
من بين النقاط السلبية التي تؤثر على مسار شباب الريف الحسيمي في كل قسم، تغيير بشكل متكرر للأطر التقنية، فمنذ تواجده بالقسم الاحترافي ولسنوات حافظ شباب الريف الحسيمي على عادته السيئة بتغيير المدربين بعد النتائج السلبية واحيانا بعد صراعات شخصية بين مجموعة من الأطراف، فكان الفريق يدربه ثلاثة مدربين في كل سنة، غير ان ما حدث بالفريق قبل ومع وبعد بداية بطولة الهواة لهذا الموسم 2020/2021 كان غير متوقع ولا يمكن تصديقه من مسير رياضي يعرف قيمة الاستقرار التقني، فالفريق انفصل مع المدرب يوسف فرتوت، بعدها تعاقد مع رشيد الركادي الذي بدوره غادر الفريق قبل إعطاء صافرة البداية، وسعيد الصديقي رفض تدريب الفريق لعدم تواجد مشروع يشجعه على الاستمرار، فاستقر الفريق على المدرب اللاعب السابق للرجاء البيضاوي رشيد سليماني، الذي بدوره لم يستمر مع الفريق بعد قيادته لشباب الريف الحسيمي في دورتين فانفصل عنه ، ليتم تعويضه بفوزي علاش مساعده وابن الحسيمة كمدرب اول، غير انه بعد انهزامه في أول مباراة له، سربت أخبار بالانفصال عنه ما جعل الكاتب العام يوسف أكناو يقود الحصص التدريبية للفريق، ليعود المكتب المسير ليوضح في بلاغ غير مختوم بعد استنكار الجمهور للافعال اللامسؤولة للمكتب، أكد انه بعد اجتماع عقد مع المدرب، سيستمر فوزي علاش في قيادة شباب الريف الحسيمي.
كل هذه الاحداث المتسارعة حدثت قبل ومع وفي ثلاث دورات فقد منذ انطلاق بطولة الهواة فأي عقل يصدق ما يحدث من عشوائية بشباب الريف الحسيمي، والأكثر من ذلك، خرج المدرب رشيد السليماني في تصريح إذاعي بعد انفصاله عن الفريق، يوجه فيه انتقادات صريحة لمكتب الحسيمة، الذي طالبوه حسب قوله بكتابة تقرير ضد لاعب ضيع ضربة جزاء وذلك لمعاقبته رغم ان اللاعب قام بمباراة في المستوى ولم يضيع ضربة الجزاء عمدا، ولم يكن اللاعب سوى كريم العماري ابن الفريق الذي تدرج في جميع فئاته.
ومن المنتظر ان ينفصل الفريق في الأيام القادمة عن فوزي علاش وانتداب مدرب آخر لأن لا دخان بدون نار ولا أمل ببقاء شباب الريف بالهواة بدون تسيير مغاير.
جماهير فقدت الأمل وجمعيات ورئيس سابق يطلب التدخل العاجل
فقد جمهور شباب الريف الحسيمي الامل في عودة فريقه للقسم الثاني ولتوهجه بعد سلسلة من الانتكاسات غير المبررة وبسبب تسيير انفرادي لا يعير اهتماما لرغبة الجمهور، بات الجمهور الحسيمي يستعين بمواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الفيسبوكية لتوجيه رسائله في زمن كورونا، فلا رسائل غير مطالبة المكتب المسير بالرحيل كاملا ومنح الفرصة لمن يستحق تسيير الفريق.
من جهتها طالبت مجموعة من الجمعيات التي تساند الفريق الحسيمي بتنحي المكتب المسير للفريق، منها جمعية المحبين بأوروبا وجمعية قدماء لاعبي ومسيري شباب الريف الحسيمي عبر بلاغات برحيل المكتب المسير الذي سمته غير شرعي وخالف قانون الجموعات العامة الخاصة بالجمعيات الرياضية، وجدير بالذكر ان فريق شباب الريف الحسيمي لم يعقد جمعه العام منذ نزوله من القسم الاحترافي وكان آخر جمع عام مصرح به هو بعد استقالة سمير بومسعود وانتخاب مصطفى ديرا رئيسا قبل نزول الفريق الى القسم الثاني.
ومن جهتها نظمت جمعية الدلفين الأزرق المساندة للفريق الحسيمي لقاء تواصليا بالحسيمة كان جل تدخلات الحاضرين فيع تصب في رحيل ومحاسبة مكتب شباب الريف الحسيمي وضرورة تدخل السلطة في شخص عامل الإقليم لإيقاف نزيف شباب الريف الحسيمي وفتح تحقيق في ميزانية الفريق وكيف تصرف وفي ماذا تصرف.
أما الرئيس السابق سمير بومسعود، فخرجاته كثرت، وجل تصريحاته تصب في ضرورة معاقبة كل المتورطين في إيصال الفريق لما وصل اليه الآن وقال بالحرف انه ان لم يتدخل المسؤولون لإبعاد المسيرين الحالين فالفريق الحسيمي ذاهب للزوال لا محاله ولا امل في بقائه بالهواة بنفس التسيير ونفس الوجوه، فهل من رجل حكيم ينقذ شباب الريف الحسيمي من الزوال والاندثار؟.
المصدر : شاهد بنعمر / جريدة المنتخب
عدد يوم الاثنين 11 يناير 2021 / عدد 3530