قضايا المجتمعكتاب الراى

على خلفية إنقاذ الطفل ريان : مهن الصحافة والإعلام بين الأخلاق والواقع

الأستاذ الحسين بكار السباعي

almizan.ma

حذاري من نشر الأخبار الكاذبة أو تزييف الوقائع

الصحفيون جنود لا يقلون إيمانا وتضحية عن باقي الفئات الأخرى، من جنود الصفوف الأمامية في تدبير الأزمات ، ونشر الحقيقة والخبر اليقين ، والمسؤولية ملقاة عليهم أخلاقيا في أداء رسالتهم السامية لإيصال الخبر والمعلومة بكل مصداقية و تجرد .

وفي خضم هذه الرسالة النبيلة للصحفي والإعلامي، ترتكب الأخطاء وتنتشر الأخبار الكاذبة والإشاعات، التي يقف وراءها تجار المآسي منعدمي الضمير والباحثين عن الشهرة والسبق في ظل تطور تكنولوجيا الإتصال واستغلال الوسائط الإجتماعية.
فأصبحت الصورة ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية، من مصادر المعلومة التي توفرها وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة من صحافة المبايل أو كما يحب البعض أن يسميها بإعلام المواطن…
والخطير أن تعتمدها المنابر الإعلامية لصناعة الخبر وتحقيق السبق الصحفي ، في تجاهل تام للمراسل الصحفي وحتى المعتمد، ولا على المراسلين المصورين الصحفيين المكلفين بتغطية أماكن الأحداق والازمات .

ففي كل دقيقة ومهما إختلفت طبيعة المادة الإعلامية ، يتم تحميل كومة من الأخبار والصور والتسجيلات المختلفة، باستغلال وسائل التواصل الإجتماعي لنصل في نهاية اليوم الواحد إلى تحميل الملايين منها، فتصير مادة دسمة تستقي منها المنابر الإعلامية مادتها الأولية في صناعة المادة الإخبارية، دون مجهود التحقق من حقيقتها ومصداقيتها.
وهنا نسائل المنابر المهنية والمتخصصة الملتزمة بقواعد مراقبة المعلومة والتدقيق في مصدرها، بخصوص المجهودات التي يبذلها من راكموا التجربة والخبرة في العمل الصحفي ، وحين السؤال غالبا ما نقع على صور ومقاطع مصورة أو مسجلة على الشاشات والمنصات الرقمية سرعان ما يتضح أنها قديمة ومفبركة وكاذبة وحتى إنها لم تحترم القانون والخصوصية .

كما أنه وفي تدبير الأزمات ، مهما اختلفت ، لا يمكننا تجاهل دور المتطوعين المتشبعين بثقافة التطوع، ممن تكونوا في العمل المدني ، ولا تبخيس جهود السلطات والأجهزة المتدخلة في تدبير الأزمة ، ولا الاستهانة بالامكانيات المتوفرة في حدود التدخل بكل حزم ويقضة ، ولا بمتابعة الجهات المركزية للحادث ، ولا حتى ترتيب المسؤوليات بعد انتهاء الأزمة والمحاسبة عن كل تراخي وتغاض في التطبيق السليم للقانون .

لذلك أضحت الضرورة ملحة، أمام هذه الأخطاء ، وجوب تعزيز قدرات الصحفيين في التدقيق والتحقق من المحتوى الذي ينتجه مستخدمون عاديون ( صحافة الموبايل ) ، وتمكين الصحفيين المهنيين والمنابر الإعلامية من منهجيات وأدوات التثبت من صحة الأخبار التي تجد طريقها إلى منصاتنا الرقمية، عبر وسائل التواصل الإجتماعي لما لها من خطورة إجرامية، خاصة في هذه الحالة للطفل ريان الذي ينتظر تقنية طوارئ انقاد لاخراجه من البئر وتقنيات جد متطورة لاسعافه وانقاده والذي ندعوا الله أن يلطف بنا بقدره ورحمته وعفوه .
الله غالب .

ذ/ الحسين بكار السباعي.
باحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

والممثل القانوني للمنظمة المغربية لحماية ورعاية الطفولة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى