كتاب الراىمنوعات

أبناء مجالس القرآن نجوم أضاءت سماء العالم

الميزان / الدارالبيضاء: أميمة بونخلة

almizan.ma

عرف المغاربة منذ القدم بحبهم لكتاب الله المعظم وحرصهم على خدمته،حب تواتر أبا عن جد مخلفا حفاظا متقنين و قراء لكتاب الله بارعين، شهد لهم مشايخ القراء ات في كل العالم بإتقانهم وتألقهم.
بين الفينة و الأخرى نسمع بفوز قارئ(ة) مغربي (ة) في مسابقات عالمية،وحصد المشاركين المغاربة حصة الأسد في جل هذه المسابقات،وقد عرفت هذه السنة تميزا لا مثيل له لأبناء المغرب البررة آخرهم ابن مدينة وجدة  إلياس المهياوي الذي احتل الرتبة الأولى في مسابقة إثيوبيا لحفظ القرآن الكريم و تجويده ،و قبلها بأشهر وجيزة تميز أهل الله و خاصته من أبناء المملكة في ماليزيا ، الإمارات،إندونيسيا…و غيرها الكثير من دول العالم التي أنارت سماءها نجوم مضيئة من بلاد المغرب.
براعة المغاربة في المجال تفرض علينا بالضرورة الحديث عن أهمية دور و مجالس القرآن في تخريج حفاظ متقنين إضافة للتأطير التربوي القيمي الذي تقوم به،و لعلنا اليوم في هذه الظرفية التي تنتشر فيها أفكار و تمثلات تحارب الإسلام السمح المعتدل و الفطرة الإنسانية السليمة،صار لزاما علينا الاعتناء بهذه المجالس و تجويدها أكثر حتى تكون حصنا لأبناء المسلمين من الوقوع في براثين الفتن و الانجراف خلف المفاسد،ناهيك عن الدور الكبير الذي تلعبه في ترسيخ القيم إذا ما صاحب الحفظ مجالس لتدارس السيرة النبوية و سير الصحابة المطهرين،وتلقين لمختلف العلوم الشرعية من مقاصد و نوازل و غيرها من العلوم التي تجعل السالك طريق الحفظ و التجويد يكتسب ما يعينه على فهم الإسلام فهما صحيحا،بعيدا عن التطرف وعن الحفظ الذي لا ينفع صاحبه ولا يرقى به إلى مدارج العليين، ويجعله متمثلا للقيم في الحال قبل المقال.
فيكون بذلك قد خضع لتكوين رصين يعينه على اكتساب مناعة فكرية تمكنه من فرز الأفكار صالحها و طالحها،حتى إذا خاض بعد ذلك في مجال أنى كان،مهنيا كان أو علميا، فنيا أو رياضيا..أبدع و أتقن،فيكون بذلك أهلا لأن يقال عنه حامل لكتاب الله عامل بتعاليمه. و تزداد مسؤولية من اصطفاه الله ليكون من أهله و خاصته في بلاد الغرب قبل العرب،لأنه بذلك يتحمل مسؤولية الصورة التي يأخذها عليه الأجنبي إن هو أساء في التصرف أو القول،فكم من مسلم هناك كان له فضل تعريف الأجانب بسماحة الإسلام و اعتداله،وكم من آخر كان سببا في تشويه صورة المسلمين . حب لمجالس العلم و العلماء،إتقان للحفظ جعل من أهل المغرب مدرسة في علوم القرآن،تعلق ببيوت الله و أهلها..كلها مظاهر تعكس تعلق الأجداد قبل الأبناء بدينهم و حرصهم على خدمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى