…من جهلها… “اقتلوهم جميعا“
الميزان/ الرباط : الدكتور محمد جودات

almizan.ma
…من جهلها… “اقتلوهم جميعا“
الميزان/ الرباط : الدكتور محمد جودات
لم يجرؤ بيان القمة العربية على الإشارة ولو بتلميح بسيط أو حتى مجرد تضمين “بلاغي“ عن تنديد في حق الصهاينة مهندسي ومنفذي الدمار الشامل بغزة؛ وهو مؤتمر معد أساسا من أجل خارطة طريق لإعمار مخلفات هذا الدمار الذي خلفته حرب الإبادة المعاصرة والتي لم يشهد القرن ولا البشرية مثيلها. ولم يجرؤ البيان الختامي أن يشير لا من قريب ولا من بعيد لخطة التجويع ومنع المساعدات عن غزة -وهي الفصل الثاني من حرب الإبادة – في موعد انعقاد المؤتمر نفسه، كأن كاتب البيان هو المحتل الصهيوني نفسه. لذلك وأنا أكتب هذا الاستغراب الذي يبطل العجب إذا عرف السبب؛ تذكرت الشاعر مظفر النواب وأوصافه التي كنا نستحيي أن نقرأها إلا خلسة، ولعل الذي كنا نقوى على قراءته علنا دون أن نفهم معناه أو دون أن تبرهن الأيام أن فهمه ممكن وواقعي حين يقول الشاعر:
“احذر أن تزرع إسرائيل برأسك
حصن رأسك…“
بياننا اليوم أقل من بيان أمة وصفت أنها ظاهرة شفوية، فحتى الشفوي ولى وصار نسيا منسيا، والإعمار مشروط بنزع سلاح المدافع عن أرضه وعرضه، فلو كان خاليا من هذه لقيل إعمار لأرض دمرها الزلزال ولم يكن الغزاة، ولو لم يكن مسلسل التجويع مستمرا وفي رمضان؛ ما ربطنا اليوم بأمس أنسته ليالي رمضان؛ وهي مرادف للرقص على أحلامنا وأيامنا.
ولكن تسريبات الصحافة الأمريكية كانت أبلغ حين نقلت عبارات بين المسؤولين في الاحتلال الصهيوني ومناصريه؛ واضحة ومعبرة عن كل الفظائع التي شاهدها العالم، وتناقلتها وسائل الإعلام فاضحة: “اقتلوهم جميعا“ فهم حاجز التطبيع و”السعادة” مع كل العرب الذين زرعت في رأسهم إسرائيل، بل أينعت وحان وقت قطافها.