الرياضةقضايا المجتمعمنوعات

سيطرة مطلقة للعدائين المغاربة في سباق نصف الماراطون بمراكش

الميزان /:مراكش: محمد الشاوي  

 almizan.ma

 فاز  العداء الكيني كيبيت جيلبرت  بسباق ماراطون مراكش الدولي في دورته 33 بعد أن حقق توقيت 2 س 09 د 48 ث، متبوعا بالعداء المغربي عبد الله تغرافت  الذي قطع السباق بزمن قدره 2 س 09 د 50 ث فيما عاد الصف الثالث للعداء سفيان بوقنطار بتوقيت 2 س 09 د 54 ث، غير أن سباق نصف الماراطون عرف سيطرة مطلقة للعدائين المغاربة حيث حلّ عمر ايت شيتاشن في الصف الأول محققا زمنا قدره 1 س 00 د 22 ث، متبوعا بمواطنه أمين خديري بتوقيت بلغ 1 س 02 د 02 ث، فيما احتل ياسين العلاّمي الصف الثالث الصف الثالث بـ 1س 02 د 04 ث.
وفي سباق الماراطون إناث، عادت الرتبة الأولى للمتسابقة المغربية كلثوم بوعسرية التي حققت توقيت 2 س 27 د 22 ث، أما الصف الثاني فعاد للعداءة الاثيوبية تيجينيش غبيسا تولو التي حققت توقيتا قدره 2 س 27 د 46 ث، فيما عاد الصف الثالث لمواطنتها أييلي ويبالم باسازينيو التي قطعت مسافة السباق في زمن قدره 2 س 29 د 01 ث، بينما عرف نصف الماراطون اناث فوز فتيحة أصميد بالصف الأول بزمن قدره 1 س 12 د 30 ث، فيما احتلت صباح الصقلي الصف الثاني بتوقيت 1 س 12 د 55 ث، أما الصف الثالث فعاد لحسناء الزاهي بتوقيت 1 س 13 د 09 ث، مما يكرس هيمنه العداءات المغربيات في هذا السباق باحتلال الصفوف الأولى.
وشهد سباق الماراطون في صنف الذكور منافسة شديدة على مستوى المقدمة بعدما انفصل حوالي 20 عداء عن باقي العدائين ليشكلوا كوكبة استمرت مجتمعة إلى حدود الكيلومتر 40 حيث نجح الثلاثي الفائز بالصفوف الأولى في الرفع من سرعة الإيقاع و حصر مراكز المقدمة، في حين بلغت المنافسة أشدها بين العدائين المغاربة والكينيين الذين سيطروا على الصفوف الأولى غير أن الكيني كيبيت جيلبرت نجح في حسم السباق في الأنفاس الأخيرة بفارق ثانيتين عن البطل المغربي عبد الله تغرافت، على عكس سباق الإناث و الذي عرف مشاركة كبيرة للعداءات المغربيات الذي حسمته العداءة كلثوم بوعسرية  لفائدتها، والتي أوضحت أن مشاركتها محطة هامة للمشاركة في المسابقات القادمة واعدة بتقديم صورة طيبة وتمثيل مشرف للمغرب في المسابقات الدولية المقبلة، بحيث اعتبرت أن “ماراطون مراكش” محطة مهمة في برنامجها الإعدادي الذي ستعقبه مشاركة في منافسات دولية أخرى.
وقال العداء المغربي تغرافت أن المنافسة كانت كبيرة بين العدائين الإثيوبيين والمغاربة والكينيين الذين قدموا سباقا من مستوى عال، ساعدهم في ذلك المدار الجميل والتنظيم الجيد على طول مطاف السباق، من حيث الإجراءات اللوجستيكية والتقنية والأمنية  للدورة لاسيما على مستوى الإنطلاقة، بعد أن أسندت المهمة لمختصين  في الميدان للقيام بهذه الاجراءات التي كانت على مستوى عال من الدقة والضبط والفعالية، فضلا عن برودة الطقس التي كانت عاملا مساعدا للمتسابقين على اعتبار أن الحرارة تعيق ايقاع السباقات الطويلة.
تجدر الإشارة أن دورة هذه السنة في نسختها 33  والتي جرت تحت الرعاية الملكية السامية اتخذت من الفلسفة الايكولوجية غاية وهي التي دخلت برهان التحدي من أجل المحافظة على البيئة ومواصلة الإشعاع العالمي للمدينة الحمراء والمكانة التي أضحت تتبوؤها  في تنظيم التظاهرات الرياضية والثقافية والبيئية والسياسية، بحيث جرت  تحت شعار “حماية الموارد المائية ومشاكل الجفاف وندرة المياه”، وتهدف إلى إبراز المؤهلات السياحية الهائلة التي تزخر بها المدينة الحمراء، على اعتبار أنها استهدفت إطلاق حملة توعوية- تحسيسية من خلال دعوة ساكنة مدينة مراكش و ضيوفها إلى التخلي عن سياراتهم و دراجاتهم النارية لأجل مساعدة العدائين في توفير جو  سليم للتنافس الرياضي، والمساهمة في الحد من الإختناق المروري الذي تعاني منه المدينة الحمراء والتي تزامن مع نهاية عطلة منتصف السنة الدراسية، وذلك بالعمل على خلق سلاسة على مستوى المرور على طول مدار السباق والتي تحفّز المشاركين على البذل والعطاء خلال المنافسة.
في ذات السياق، أكد محمد الكنديري رئيس مؤسسة ماراطون مراكش أكد أن هذا السباق لم يعد سباقا محليا أو وطنيا فقط بل صار دوليا كذلك، بعدما اعتمد كمؤهل للألعاب الأولمبية من خلال تحقيق التوقيت الأدنى ( المينيما ) فضلا عن أنه بات مرجعا للجامعة الدولية لألعاب القوى وللعديد من السباقات التي طلب منظموها إلى عقد شراكات مع مؤسسة ماراطون مراكش لتبادل التجارب على مستوى التنظيم والتكوين، مشيرا في الوقت نفسه، أنه تم  ايلاء أهمية كبرى لسلامة المتسابقين من خلال تثبيت سياجات فاصلة لحماية العدائين في عدد من النقط بالمدينة خاصة تلك التي تعرف اكتظاظا على مستوى تنقل العربات، إلى جانب الحد من الإرتباك الذي يحصل بها رغم أن التنظيم الأمني المحكم وتدخل سلطات المدينة  ساعد بدرجة كبيرة على تصريف الاختناق المروري بسلاسة، مضيفا أن  سباق الماراطون يساهم في الارتقاء بالنشاط الرياضي والفني بالمدينة و يروج لمراكش كوجهة سياحية بحيث أضحت المدينة الحمراء قبلة للرياضة بامتياز، وأنه  على غرار الدورات السابقة كان المطاف عاملا مساعدا على تسويق أجمل المناظر الطبيعية  والحضارية وأكثرها رمزية في المغرب بدليل أن المدار نفسه يجعل السباق سريعا.
وأثنى الكنديري على دعم السلطات المحلية، لاسيما الدعم المعنوي والمادي لوا جهة مراكش- آسفي، والسلطات الأمنية التي سهرت على إنجاح الجانب التنظيمي فضلا عن الداعمين الذين تحملوا عناء الدعم  المالي واللوجيستيكي، منوّها بتعاون المجلس الجماعي ومجلس مقاطعة المشور في إنجاح التظاهرات الرياضية والثقافية بالمدينة الحمراء، لاسيما وأن عدد المشاركين بلغ  13000 عداءة وعداء منهم يمثلون 70 بلدا، من القارات الخمس، ضمنهم أزيد من 8000 عداء من المغرب، مبديا رضاه عن مستوى الدورة شكلا ونوعا وتنظيما حيث أكد أن السباق تعزز بأنشطة رياضية موازية تم استهلالها بافتتاح قرية الماراطون منذ الخميس الماضي  إلى غاية حفل الختام، مشيرا إلى أن أبرز الأنشطة الموازية للسباق تمثلت في سباق الترحيب ( 4 كلم) و سباق للأطفال البالغين 12 سنة( 3 كلم ) الذي تفاعل معه الحاضرون ومنح للمارطون أبعادا إنسانية وتربوية وايكولوجية، إلى جانب تقديم خدمات طبية داخل “قرية الماراطون” للمتسابقين والعمل على مراقبة المنشطات، وهو الأمر الذي ساعد من تجويد مستوى الدورة، وجعل مستوى الماراطون يرتقي سنه بعد أخرى شكلا ونوعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى