قضايا المجتمعمنوعات

ملف الدكاترة على صفيح ساخن والحكومة مطالبة بالأجرأة والالتزام

الميزان/ الرباط: متابعة الدكتور إحسان المسكيني

almizan.ma

ملف الدكاترة على صفيح ساخن والحكومة مطالبة بالأجرأة والالتزام
الميزان/ الرباط: متابعة الدكتور إحسان المسكيني
عقدت النقابات الأكثر تمثيلية مع وزارة التربية الوطنية بإشراف رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش اتفاقا يوم 18 يناير 2022، القاضي بتسوية ستة ملفات كانت عالقة، من بينها ملف دكاترة وزارة التربية الوطنية، الذي تم التوافق على حله عبر إحداث إطار أستاذ باحث ضمن النظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية، وتم التأكيد أنه إطار مماثل لإطار أستاذ باحث في التعليم العالي. وقد وعدت الوزارة أنها ستنزله ابتداء من فاتح شتنبر 2023.
ولا يخفى أن ملف دكاترة وزارة التربية الوطنية يعتبر أقدم ملف ضِمْن الملفات العالقة، فمنذ عشرين سنة وهو يراوح مكانه، وقد تعاقبت عليه حكومات عديدة لم تحلّ هذا الملف، ماعدا بعض المبادرات التي ظلت في جوهرها مجرد حبر على ورق، ومنها اتفاق 2010 بين النقابات الأكثر تمثيلية والوزارة الوصية على القطاع، الذي نص على طي الملف عبر ثلاث دفعات، لكن للأسف لم تحترم الوزارة هذا الاتفاق واكتفت بدفعتين، تاركة أكثر من 600 دكتور دون حل.
وفي هذا السياق سأقدم تصريحات لدكاترة عاشوا مع هذا الملف مدة طويلة وراكموا خبرات مهمة بشأنه:
1 وقد صرح الدكتور إدريس الشراوطي، رئيس اللجنة الإعلامية للاتحاد العام الوطني لدكاترة المغرب:
أن ملف دكاترة وزارة التربية الوطنية هو أقدم ملف لا يزال يراوح مكانه في رفوف وزارة التربية الوطنية قرابة العشرين سنة، رغم العدد القليل للأساتذة حاملي شهادة الدكتوراه، ورغم عدم وجود كلفة مالية لهذا الملف، باعتبار أن أغلبهم في الدرجة الممتازة، وفي المقابل فإن هذه الفئة ربح كبير للوزارة لما راكمته من خبرات جمعت بين التجربة الميدانية في التدريس وبين التحصيل العلمي الأكاديمي الرفيع، والذي يظهر في المؤلفات والمقالات والمشاركات في الندوات الوطنية والدولية لهذه الفئة، فضلا عن التدريس كأساتذة زائرين بالجامعات والمعاهد العليا ومراكز التربية والتكوين، ولذلك فإن إنصاف أساتذة وزارة التربية الوطنية حاملي شهادة الدكتوراه بدمجهم في إطار أستاذ باحث يعد مدخلا لأجرأة الإصلاحات الكبرى التي شرعت الوزارة في بلورتها.
2 أما الدكتور عبد الجليل سليماني عضو النقابة الوطنية للتعليم
للأسف ملف الدكاترة تم إهماله بشكل كبير ولم تعط له الأهمية التي يستحقها، خاصة أن تسوية هذا الملف هو في صالح الوزارة قبل الدكتور، اليوم الدكاترة اكتسبوا خبرة مهنية جد محترمة، زيادة على مؤهلهم الأكاديمي والخبرة البيداغوجية التي تجعل من دكاترة وزارة التربية الوطنية رواد إصلاح منظومة التربية و التكوين، لقد أضاعت الوزارة وقتا طويلا دون الاستفاذة من أطرها من الدكاترة الذين يعتبرون عملة نادرة في القطاع.
3 وقالت الدكتورة حليمة أطراف عضوة نقابة FDT: نحن دكاترة وزارة التربية الوطنية ضحايا سنوات طويلة من الانتظار، لم تلتزم الوزارة باتفاق ثلاث دفعات 2010-2011-2012، وتعمقت جراحنا لأكثر من 12 سنة من انتظار حل هذا الملف، من الدكاترة ضحايا اتفاق 2010 من تقاعد، ومنهم من مات، وبقي القليل الذين لم يتم جبر ضررهم، الوزارة اليوم مطالبة بتغيير إطار الدكاترة بأثر رجعي منذ 2012، نحن قلة لا يتجاوز عددنا اليوم 400 دكتور ممن لم يستفيدوا من تغيير الإطار سنة 2012، الآن هناك تكتم شديد على حل هذا الملف، لا نريد أن نكون ضحايا جدد للمرة الثانية، هذا سيكون له الوقع المؤلم على فئة جرمها الوحيد أنها أبحرت في بحار العلم و المعرفة.
4 تصريح الدكتور عزيز غرفاوي عضو الاتحاد العام الوطني لدكاترة المغرب: لا شك أن ملف دكاترة وزارة التربية الوطنية هو الملف الأكثر مظلومية، وخلّف ضحايا كثر لسنوات طويلة امتدت لعقدين من الزمن، إن الوزارة و الحكومة اليوم مطالبتان بالطي النهائي لهذا الملف وعدم ترك ضحايا جدد، علما أن استثمار مؤهلات هؤلاء الدكاترة لصالح وزارة التربية الوطنية ليس له حدود، وأهمها رفع مستوى منظومة التربية و التكوين في المغرب عبر استحداث فرق بحثية يُناط لها إيجاد حلول التعثرات التي يعرفها القطاع، والاستفادة من خبرة الدكاترة في مجال التكوين المستمر لصالح موظفي القطاع العام، وكذلك أساتذة القطاع الخاص، كما يمكن للدكاترة أن يساهموا بشكل فعال في تأطير وتكوين الأساتذة في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، وفي المدارس العليا للأساتذة بالمغرب، كما يمكنهم أن يساهموا في تأليف برامج جديدة تتلاءم مع مستجدات التربية والتكوين على المستوى الدولي، كما يمكن للدكاترة أن يكونوا صلة وصل بين التربية الوطنية و التعليم العالي من أجل منظومة قوية ومتجانسة. إن تسوية ملف دكاترة وزارة التربية الوطنية هو ربح للوزارة، ولذلك فهي مطالبة بتسريع تغيير إطار الدكاترة إلى أساتذة باحثين بنفس امتيازات الأساتذة الباحثين في التعليم العالي، حتى لا نترك تمييزا لدى هذه الفئة التي عانت سنوات طويلة، وتم حرمانها من حقوقها، وعلى رأسها ممارسة البحث العلمي والدفع بالقطاع إلى الرقي والتقدم.
5 تصريح الدكتور الحسن الوارث، المنسق الوطني لدكاترة الجامعة الحرة للتعليم: نحن في الجامعة الحرة للتعليم نطالب بإنصاف جميع دكاترة القطاع دون قيد أو شرط، لأن عددهم قليل جدا مقارنة بالعدد الإجمالي لموظفي القطاع، خاصة أن هؤلاء الدكاترة يتوفرون على إمكانيات مهمة سوف تستفيد منها المنظومة، كما لا يجب ترك ضحايا جدد، فاليوم هناك دكاترة لم تسوَّ وضعيتهم منذ اتفاق 2010، القاضي بتغيير الإطار لجميع حاملي شهادة الدكتوراه من موظفي وزارة التربية الوطنية، كما يجب أن يكون إطار أستاذ باحث هو نفسه الموجود في التعليم العالي، لأن المدخل هو نفسه وهو شهادة الدكتوراه، ويمكن تكييف المهام حسب حاجيات القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى