السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

في وداع الكبار لايمكن أن تتماسك/وداعا أحمد عزيز

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور محمد جودات

almizan.ma

في وداع الكبار لايمكن أن تتماسك/وداعا أحمد عزيز
الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور محمد جودات
تلقيت اليوم فاجعة رحيل أخي وصديقي المناضل الفلسطيني الدكتور أحمد عزيز الذي كان لوحده مدرسة في النضال والإبداع والأخلاق؛ لذلك كنت لا أحس وأنا استقبله بين أبنائي ووسط بيتي أني أستضيف صديقا عاديا..
أحمد عزيز طفل لم تؤثر سنوات السجن الطويلة التي بلغت عشر سنين في محو صفة البراءة والطفولة والحياء من أخلاقه وقلبه؛ وقد كانت تجربة عسيرة علمته ليس مجرد الصبر بل تعليمه لكل أحبابه وأصحابه..
وعلمته أن يعيش تجربة السجن إبداعيا حتى كانت أطروحته في الدكتوراه قراءة في هذا الإبداع.. أحمد عزيز لم يكن مناضلا عاديا: كان رجلا شجاعا وفصيحا ومؤمنا بكل تفاصيل القضية.. وكان قبل هذا وذاك مؤمنا إلى حد الزهد..
كان أخي أحمد يعلمك في كل لحظة حتى في سماع الأغاني الفلسطينية؛ فمنه تعلمت أن أحب “سبل عيونو مد يدو حنوا لو” وكنت كلما شغلت الأغاني بالسيارة يقترح علي سماع هذه الأغنية.
أحمد لم يكن رجلا عاديا : كان بروحه الجميلة وقلبه الكبير والمحب للجميع يحمل صفات الطفل وكل أوصاف الشجاعة في مواجهة الموت والمرض واستنهاض همم المحيطين به ولو كانوا عابرين.. وكان يأسر الناس في حبه منذ اللقاء الأول لأنه طاقة حب كبيرة يستطيع أن يوزعها على الملايين.. لذلك لم يتصل مرة دون أن يبلغ السلام لكل الأسرة واحدا واحدا وكل الجيران واحدا واحدا.
فوداعا يا أحمد العربي.
كنت تودعني وتعانقني بحرارة وأخي مروان وداع مفارق وقلتها أكثر من مرة ولم أكن أملك غير اللحظات الجميلة التي كنت لي فيها أخا وصديقا ورفيقا بين أبنائي وزوجتي وأنت تروي لهم حكاياتك الجميلة والخالدة..
لم أكن أعلم يا أحمد وأنا أودعك وأقبل رأسك الغالي ويدك الغالية أني سأبكيك كطفل أكثر مما بكيت أقرب الناس..
فاهنأ يا أحمد بكل مابذلت وتركت فينا في زمن نحس فيه أننا أقزام لم نقدم إلا العزاء..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى