السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

…من جهلها… مذبحة عيد الفطر في غزة

الميزان/ الرباط: الدكتور محمد جودات

almizan.ma

…من جهلها… مذبحة عيد الفطر في غزة
الميزان/ الرباط: الدكتور محمد جودات
يقول لينين:“المثقفون أكثر الناس قدرة على الخيانة…“. ونقول هذا ليس لأن غير المثقفين لم يخونوا القضية؛ فقد كشفت خيانة الأنظمة العربية بالأدلة والبراهين وسخرت حتى “فقهاءها” لتكفير الغزاويين. ولعل القناع أصبح مكشوفا أكثر من أي وقت مضى، فقد استغرب الإعلام غياب العرب المساندين – الذين توافدوا على قطاع غزة من كل فج عميق- في وقت الهجوم على أهل غزة. كأنهم جاءوا لاستطلاع المناطق وإخلائها قبيل الضربات التي لم يجرؤ أحد على مجرد كتابة بيان استنكار يندد بالمجزرة التي ارتكبها الصهاينة في “ليالي رمضان“ والتي لم تعد في مرادفات هذا العصر ثلثا قبل الفجر؛ بل صارت مسلسلات تافهة تغرقنا أكثر في بناء قيم غريبة.
تأتي هذه المجزرة بعد تجويع أهل غزة متزامنة مع ضرب لبنان واليمن وسوريا دفعة واحدة، والجيوش العربية المجاورة على “أعلى درجات الأهبة“ حين تصير الأشكال مجرد صور أهم من مضمونها، تماما كما يصير رمضان صورة بدون مضمون.
لذلك لم يعد البكاء على خيانة الأنظمة مجديا؛ ويصير البكاء على المثقف الذي عششت في رأسه الصهيونية سذاجة، فسلاما لمظفر النواب حين لم يستثن أحدا.
و“عيد بأية حال عدت يا عيد“.
إن الحرب الهمجية التي تشن اليوم على المسلمين بكل بشاعة ودون مراعاة لأي شعور “للدول“ العربية لم تعد حتى التنديدات الكاذبة والمنافقة تصاحبها، وحتى أدعية “شيوخ الوضوء و الاستنجاء “ لم تعد تجرؤ على مجرد الكذب بالدعاء على الكافرين والظالمين والمنافقين. وأصبح التنديد من داخل الكيان الصهيوني من أصوات الذين تربوا خارج الصندوق وصدمهم الواقع البشع للآلة الإجرامية.
“إنها الأمة ترتاح إلى أشلائها
“وإله النخل يجثو لإله من حديد“.
كما يقول أدونيس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى