دور القيادة الإستراتيجية للتحول المؤسسي نحو الإدارة الإلكترونية وأثرها في تحسين أداء المؤسسات
الميزان/ الرباط: سالم بن سويلم بن سالم الهنائي

almizan.ma
دور القيادة الإستراتيجية للتحول المؤسسي نحو الإدارة الإلكترونية
وأثرها في تحسين أداء المؤسسات
الميزان/ الرباط: سالم بن سويلم بن سالم الهنائي
سبتمبر 2025
يكتسي موضوع القيادة الاستراتيجية أهمية قصوى عند الدارسين سواء في الغرب أو في الشرق، وخاصة في ارتباطها الوثيق بالإدارة الإلكترونية، التي تبنتها جميع المنظمات والمؤسسات عبر العالم في المجالات التي تخوض غمارها، ولقد أثبتت الدراسات في مجال القيادات الاستراتيجية أن الاستخدام الأمثل للإدارة ساعد الكثير من المنظمات على كسب رهانات التنافس، وعلى تحسين جودة منتوجاتها سواء أكانت اقتصادية أو غيرها، وأن تركب غمار العولمة بكل طمأنينة ونجاح.
ولبيان أثر القيادة الإستراتيجية في تطبيقها للإدارة الإلكترونية في المنظمات والمؤسسات نشير إلى دور المنظمات المالية، كنموذج لتوضيح دور الإدارة الإلكترونية في كل عملياته الإجرائية، بدءا من تحديده معايير وطريقة انتقاء المديرين والموظفين، إلى تحقيقه أهداف القيادة المالية الاستراتيجية، إلى كيفية استقطابه عملائه عبر محيطه الإقليمي أو الدولي، إلى ضبطه نوع وشروط المقاييس التي يعتمدها؛ لضمان استمرار العلاقات الوظيفية بينه وبينهم:
أــ كيفية الولوج للتوظيف بوكالة بنكية:
لم تعد الوكالات البنكية تركز في إعلاناتها من أجل توظيف عمالها على الصحف والجرائد الورقية، كما كانت قبل ثمانينات القرن العشرين، وإنما أصبحت تعتمد كوسيلة إعلامية أساسية الإدارة الإلكترونية، ويتم نشر الإعلان عبر موقع إلكتروني أو بوابة إلكترونية مربوطة بالشبكة العنكبوتية تتحكم فيها القيادة المركزية الاستراتيجية، ويحدد في الإعلان موعد ومكان المنافسة والولوج للخدمة البنكية، وشروط اختيار المتنافسين. من مستوى دراسي وسن المترشح وانتماء ومواصفات أخرى يجب أن تتوفر في المترشح، وبعد المنافسة التي غالبا ما تكون في شقين كتابي وشفهي، ثم تتكفل الإدارة الإلكترونية بنشر لائحة المقبولين وتحديد موعد البدء في العمل.
وعلى الرغم من أن نظام الإدارة الإلكترونية معقد يتطلب دراية وخبرة وثقافة مستوحاة من فضاءات العلوم والتكنولوجيا، فإن الإلمام به والتحكم في قواعده ومعرفة خباياه وأسراره يجعل الحياة اليومية أيسر بكثير مما كانت عليه في السنوات الأخيرة، إنه ثورة رقمية غيرت مجرى الوجود بشكل جذري وكسرت نمطية مفاهيمه ونظرياته وأساليبه، وفتحت باب العقل البشري؛ ليكتشف عوالم جديدة افتراضية، ويؤسس دعائم فكر متفتح جاهز في كل لحظة؛ لخوض غمار المستقبل دون خوف منه، وليبرهن لكل الموجودات أنه الأقوى والأذكى، وأنه المخلوق الوحيد الذي أجيز له التحكم في جبروت الطبيعة وإخضاعها لمشيئته، ومحو الحدود والمساحات الجغرافية العريضة الفاصلة بين أطرافها الأربعة الشمال والجنوب والغرب والشرق.
ومنذ ستينات القرن العشرين انطلق العمل بالأجهزة الرقمية كالحواسيب في المؤسسات والمنظمات الاقتصادية في بداية الأمر، ثم توسعت دائرة العمل بها في قطاعات أخرى متعددة كقطاعات الخدمات المالية والثقافة والتعليم والأمن والسياسة وغيرها. لقد كانت ولا تزال دوافع التعامل بها كثيرة جدا أهمها تطوير إدارة قادرة على كسب رهانات المنافسة، وعلى تسويق منتوجاتها محليا وجهويا ودوليا، وعلى مواكبة توجهات العولمة ومجالاتها، فضلا عن قدرتها على مساهمتها في التنمية المستدامة داخل مجتمعاتها، وتحسين المستويات المعيشية لعملائها واستقطابهم من أجل توسيع دائرة خدماتها، وضمان استمراريتها ككيان حي منتج.
إن الإدارة الإلكترونية باعتبارها جزءا يسيرا مما جادت به التكنلوجيا لها وقع إيجابي على الإدارة بصفة عامة باعتبارها جهازا تدبيريا تسييريا، وقد تجلى هذا الوقع في تحسين الأداء الوظيفي الذي بدوره أثر بشكل إيجابي في كل العلاقات التي ينسجها داخليا مع كل مكونات الإدارة، وخارجيا مع المتعاملين معها بصفة عامة. ومفهوم التحسين يعني “مختلف الإضافات والتعديلات الجزئية للاستجابة الأفضل للحاجات المختلفة مما يساهم في إيجاد وتحسين الميزة التنافسية.”
ويمكن رصد عمليات الإدارة التحسينية للأداء الوظيفي فيما يلي:
– تحسن كفاءة الموظف الإداري، أي أصبح قادرا على التخطيط لعملياته وتنظيمها وإنجازها بكل ضبط وإتقان، وبأقل تكلفة وبدون مجهود بدني.
– تحسن نمط المعاملات بين الموظفين الإداريين والمستفيدين، وتوطد أواصر الثقة فيما بينهم.
– أصبح المستفيد يحصل على الخدمات والمعلومات بسهولة في أي وقت بفضل تحسن الأداء الوظيفي.
– ضمان سرية المعلومات وخصوصيتها.
-“إتاحة الفرص المتكافئة أمام الجميع للاستفادة من الإمكانيات التي توفرها الخدمات الإلكترونية
لمختلف قطاعات الأعمال.”
– توفير العدد الكافي من أجهزة الحواسيب الآلية والآلات الطابعة والماسحات الضوئية، وغيرها من الأجهزة الذكية.
– الربط بشبكات الإنترنت من أجل الولوج لمواقع تقدم إرشادات وخدمات للمستفيدين.
– مواكبة التطور السريع للتكنولوجيا وفروعها.
– إمكانية نشر اللوائح والإجراءات والتعليمات الخاصة بالخدمات الالكترونية.
– توفير كم هائل من المعلومات والمعطيات، مما يسمح بتوجيه جهود العاملين وأنشطتهم.
– تسهيل عمليات الرقابة، والتوجيه وتقييم أداء العاملين.
وهنا لابد من بيان أن لتطبيق الإدارة الإلكترونية مزايا متعددة أهمها:
– سرعة النشر والتنفيذ.
– انتشار الإعلان بشكل واسع لكل المهتمين محليا وجهويا ودوليا.
– خفض تكلفة الإعلان بشكل كبير.
ب ــ الأهداف المتوخاة من تطبيق الإدارة الإلكترونية:
ولتوضيح ذلك نشير إلى أن المنظمات المالية مثل المنظمات الاقتصادية والخدماتية وغيرها تسعى إلى تحقيق أهداف إجرائية ومتوسطة وبعيدة المدى، تكسب بها مكاسب جمة كرهان التنافس والتوسع والتطور والاستمرارية، واستقطاب الملايين من المستهدفين والعملاء عبر العالم، وكسب ثقتهم وتأمين مصالحهم وممتلكاتهم، والمساهمة في التنمية المستدامة للأوطان التي تنتمي إليها، والسعي إلى تطوير بنياتها التحتية وإلى تبويئها رتبا متقدمة ضمن المجتمع الدولي. لقد كان يستغرق تحقيق الأهداف تلك وقتا طويلا ويتطلب تكلفة باهظة، ولكن الآن بفضل الإدارة الإلكترونية كل شيء أصبح سهلا ويسيرا وفق شروط علمية مضبوطة، لقد ساعدت ” على تبني سياسة علمية حديثة تتجاوز أساليب العمل التقليدية التي تعتمد على أعداد كبيرة من الموظفين، كما ساعدت على ضمان الفعالية والمرونة والسرعة في كل العمليات الإجرائية.
ج ــ معايير انتقاء الموظفين: