السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

« المغرب الصاعد » رؤية ملكية لتغيير العقليات وترسيخ ثقافة النتائج

الميزان/ الدار البيضاء: ذ.محمد ازوين

almizan.ma

« المغرب الصاعد » رؤية ملكية لتغيير العقليات وترسيخ ثقافة النتائج
الميزان/ الدار البيضاء: ذ.محمد ازوين*
مقدمة :
في خطابٍ استراتيجي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، وجّه الملك محمد السادس رسالة واضحة إلى البرلمان والفاعلين السياسيين والاقتصاديين : لقد حان الوقت لتحويل « المغرب الصاعد » من شعار إلى واقع ملموس، يعيشه المواطن في كل ربوع المملكة. الخطاب الذي حمل رؤية متكاملة، لم يكتفِ بتحديد الأولويات، بل رسم خارطة طريق واضحة المعالم، قوامها العدالة الاجتماعية والمجالية كـ « رهان مصيري » وليس مجرد شعار عابر.
مضامين الخطاب :
1. عدالة مجالية : ليست ترفاً بل ضرورة
أكد الخطاب الملكي أن مستوى التنمية المحلية هو « المرآة الصادقة » لتقدم المغرب، مشدداً على أن محاربة الفوارق بين المناطق لم تعد مجرد برنامج مرحلي، بل هي توجه استراتيجي ثابت. وأوضح أنه لا تناقض بين المشاريع الوطنية الكبرى والبرامج الاجتماعية، طالما أن الهدف واحد هو تحسين عيش المواطن أينما كان.
2. مسؤولية جماعية.. والبرلمان في المقدمة
رفض الخطاب مفهوم « المسؤولية المنفردة »، مؤكداً أن تحقيق هذه الرؤية هو مسؤولية جماعية تبدأ بالبرلمان ولا تنتهي عند الحكومة، بل تشمل :
· الأحزاب السياسية
· المنتخبين المحليين
· وسائل الإعلام
· فعاليات المجتمع المدني
· كل القوى الحية للأمة
أولويات استراتيجية : من الرؤية إلى التطبيق
حدد الخطاب الملكي ثلاثة أولويات تحتاج إلى تركيز فوري :
• إنقاذ المناطق الهشة : خصوصاً المناطق الجبلية التي تشكل 30% من التراب الوطني، والتي تحتاج إلى سياسة عمومية مندمجة تراعي خصوصياتها.
• استثمار السواحل بذكاء : من خلال التفعيل الجدي لآليات التنمية المستدامة للسواحل، لتحقيق التوازن بين التنمية المتسارعة ومتطلبات الحماية.
• تعزيز المراكز القروية : باعتبارها حلقة وصل فعالة لتقريب الخدمات من المواطن القروي، والحد من الآثار السلبية للتوسع الحضري.
آليات التغيير : ثورة في العقليات وطرق العمل
لكن الرؤية تحتاج إلى آليات تنفيذ، وقد حددها الخطاب بوضوح :
· تغيير ملموس في العقليات وطرق العمل
· ترسيخ حقيقي لثقافة النتائج
· محاربة الممارسات المهدرة للوقت والجهد
· رفض أي تهاون في مردودية الاستثمار العمومي
خاتمة : نحو عقد تنموي جديد
الخطاب الملكي يمثل أكثر من مجرد كلمات عابرة، إنه وثيقة مرجعية لإطلاق عقد تنموي جديد، يعيد تعريف مفهوم التنمية لتصبح شاملة وعادلة، ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية في صناعة “المغرب الصاعد” الذي يحلم به الجميع. التحدي كبير، والطموح أكبر، والوقت قد حان لتحويل الرؤية إلى واقع.
* ذ.محمد ازوين
رئيس المنظمة الدولية للسلام والتعايش بين الشعوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى