
almizan.ma
هكذا تأخر بنا الوقت
الميزان/ الدار البيضاء: المصطفى عتني
منذ زمن ليس بالقصير كان آباؤنا رحمة الله عليهم يرددون على مسامعنا المثل الشائع “دابَ تروحْ على بوكم الشمس” كنا لازلنا يافعين غير آبهين بما يرددون، كأن حال لساننا يعتقد بأنهم يرددون كلاما لاواقع له على أرض الحقيقة، والحال أنهم كانوا على صواب، بل الذي لم يكن في مستوى تطلعاتهم هم نحن، حيث التفاهة جعلت منا خبراء وعلماء بلا علم ولا دراية ولا معرفة، حتى أصبح الشاطر فينا مثله مثل الرويبضة الذين أصبحوا يفتون في شؤون العامة بدون علم.
آباؤنا الأوفياء لتربيتنا كانوا حريصين كد الحرص على أن نكون من خير الرجال ، لكن هناك ممن أستسلموا إلى نزوات الشيطان اللعين، وصاروا كالحمقى التي رمت بأبناءها في أودية مملوء بالعقارب والتعابين والتماسيح ساكنته عفاريت نسبة إلى الجن الذي خاطب سليمان عليه السلام عندما أحتاج نقل عرش بلقيس أمامه فقال له عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك …..؟!!!
هكذا وجدنا أنفسنا أمام تماسيح وعفاريت لم نستطيع أن نقاومهم مهما تكلمنا على أعتبار أنهم محصنين من طرف ممن بيدهم القدرة على تذويب تظلمات الناس التي لم تأخذ مجراها الطبيعي من حيث متابعة الأطراف التي غارت على خيرات بلادنا وسرقت أموال شعبها وداست بأقدامها على مصالحنا ولم تترك لنا أي بصيص من الأمل في إيجاد فرص لتشغيل أبناءنا وأبناء جلدتنا الذين آمنوا بأن مستقبلهم قد ضاع مع وجود وحوش أدمية همها الوحيد أكل خيرات البلاد والعباد ظلما وعدوانا إنها عادة سيئة تركها المستعمر الغاشم لدى كبرناته الذين لايختلف في وجودهم بين ظهراننا العاقلون .
نعم آباؤنا سبق أن حذرونا من مغبة مجيء مثل هذه الوقت العصيبة التي نعيشها الآن جراء تداعيات الجفاف والغلاء الفاحش وقلة التشغيل وأستفحال البطالة والحيتان الكبرى والشطط في إستعمال كل شيء حتى لا أقول تلكم العبارة المشهورة لدى العارفين بخبايا الأمور وحقيتها. وبالتالي إذا كان البيت العتيق الذي تم تشيده من زجاج فإنه دون شك يتعرض اليوم إلى الرمي بالإنتقادات اللادعة من طرف المظلومين المغلوبين والمعوزين من ابناء هذا الوطن الحبيب الغالي الذي لم يكتب لأبناءه أن ظفروا بأي منصب شغل دون أن يكون لهم وسيط يتوفر على قوائم أربعة او جوج من النحاس كي يشتغل إسوة بأبناء أصحاب السادة والمعالي وأن يحالفه هو الآخر الحظ في أخذ حقوقه التي كفلها أياه الدستور المغربي بدون منازع .
الساكت عن الحق شيطان أخرس.