انتعاش ملحوظ للحركة السياحية بالحسيمة

تمثل السياحة أحد القطاعات الحيوية بالنسبة إلى الحسيمة بالنظر إلى المؤهلات الطبيعية والتاريخية والحضارية التي تتوفر عليها المنطقة، كما تعد بمثابة القطاع الاقتصادي الثاني بالنسبة للمنطقة ذاتها بعد الصيد البحري. ويتوزع العرض السياحي بإقليم الحسيمة بين الشواطئ والمناطق الجبلية والمنتزة الوطني للحسيمة وبعض المواقع التاريخية. ورغم تداعيات ” كوفيد 19 ” بسبب إغلاق الحدود وأجواء الطيران، أمام السياح الأجانب، واعتماد رخص التنقل بين المدن، فإن الإقليم شهد انتعاشا ملحوظا للحركة السياحية، الصيف المنصرم، وكذا مباشرة بعد نهاية شهر رمضان الماضي، حيث امتلأت الفنادق المصنفة وغير المصنفة، وازداد رقم المعاملات، ماانعكس إيجابا على أصحاب الفنادق والشقق المفروشة وكذا أرباب المقاهي والمطاعم. وبفضل تنوع هذه المؤهلات والزيارات المتتالية للملك محمد السادس للمنطقة، أصبحت الأخيرة قبلة للعديد من المواطنين الذين يفدون عليها من مختلف المدن والأقاليم المغربية، خاصة التابعة لجهة طنجة تطوان الحسيمة، ماأنعش السياحة الداخلية التي يراهن عليها مهنيو القطاع، وجعلها ركيزة لإعادة الإقلاع. ويعمل مهنيو القطاع السياحي بالمنطقة على إعداد مخططات محلية لتطوير السياحة، وإعادة تموقع المنتوج السياحي المحلي وتنمية السياحة القروية، وتهيئة مناطق سياحية، كقلعة طوريس ومدينة المزمة ومسجد آدوز، ومحطة تيزي إفري بكتامة، ومركز الصناعة التقليدية بتاغزوت، إلى جانب توفير وعاءات عقارية لبناء مركبات سياحية وفنادق، على غرار ماتم بناؤه بشاطئ صفيحة وبادس وكلايريس والميناء الترفيهي، ودعم تنظيم التظاهرات الثقافية والترفيهية والرياضية بالمنطقة، خاصة وأن الإقليم بات يتوفر على بنيات مهمة، كالقاعة الكبيرة بمدينة الحسيمة، والمركب الرياضي والمسبح الأولمبي والقاعة المغطاة بمنطقة آيت قمرة، مايؤهل إقليم الحسيمة لاحتضان تظاهرات رياضية من المستوى العالمي، ومؤتمرات إقليمية ودولية. كمايسعى المهنيون إلى إعطاء السائح المغربي القيمة والمكانة التي يستحقها، وتنويع العرض السياحي الداخلي وخلق تحفيزات لتشجيعه على مزيد من الاستهلاك، والترويج للوجهة بوسائلهم الخاصة. ويعلق المهنيون أنفسهم، الأمل على فتح خطوط مباشرة بين الحسيمة وبعض الأسواق السياحية التقليدية كإيطاليا وبلجيكا وسويسرا والدول الإسكندنافية، بعد استحواذ مطاري وجدة والعروي على جميع الخطوط الجوية. ويطالب المهنيون الدولة ببرمجة انشطة ترفيهية وفنية طيلة موسم الصيف، إن داخل الوحدات الفندقية أوالساحات العمومية، وبعقد اتفاقيات مع وكالات الأسفار لجلب السياح الخليجيين.