السياسيةقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

اللعنة / خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي

almizan.ma

اللعنة / خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي
٢٠٢٥/١/٣
كان يسب و يشتم ؛و لم أعر لسبه و شتمه اهتماما ؛ حتى قال” يلعن دي…ن امها هذه الدنيا “!؟ ؛فنهرته؛ ثم تبسمت له؛ لما عهدت فيه من طبع هادئ إلا هذه المرة!
تبسمت لتحوله من حالة الهدوء و الرضا دائما ؛ إلى حالة السب بطريقة ” الخارجين من الملة؟”؟؟
أو تراه منهم؟
لهذا نهرته بداية؛ ثم بدا لي أنه ليس من الخارجين من الملة؛ لأنه لم يسب الدين؟؟
لقد فاء وقال أنه يستغفر الله على ما لا علاقة له بسب الملة ؛ لكي لا يختلط سمع بسمع و يتشابه القول و القول.. ويعقتد البعض أنه ممن يسب الملة. !؟
المهم أنني لنت له؛ و فئت لأهون عليه؛ في سؤال عن سبب اللعنة تلك؟
قال لي أنه كلما سعى لإرضاء الدنيا؛ تمردت؛
و كلما حاول إبرام عقد الهدنة معها؛ بادرته بالحرب؛
و كلما تنازل؛ طغت؛
و كلما لان؛ قست،
حتى البشر… صاروا في أغلبهم مثلها..قساة …على رؤوسهم علامة ” خطر متنوع”…و فؤوسا و معاويلا و عصيا و هراوات لا تراها؛ و لكنك تشعر بها!
أنا و أنت و هو؛ لا تخيفنا هذه الأدوات و لا علامة التشوير الدالة على الخطر المتنوع …لأننا نستطيع أن نمتلك مثلها…
كما لا يهم أنها كائنة ؛ لأنك مقتنع أنها قد تنفع في رد ما يلزم رده…و لكنها لا تغني من الجوع و لا تسمن الهزيل…فلو كانت تنفع ؛ لنفعته من زمان؛ و لأفادت من كان قبله ؛ و لأفادتنا نحن؛ و نحن الأحوج!!
أهم ما في الأهم هو علامات التشوير الأخرى : “ممنوع” ؛
” مرفوض؛
“” غير مقبول “؛
” لا حق لك”؛
” إنتظر “؟؟؟
هو المنع و الإتجاه المعاكس..حتى لأنك تنتظر ” لا” حتى في موضع ” نعم”
و إذا جيء ” بنعم” لا تستطعمها و لا تتلذذ يها و لا تفرح معها؛ لأن “لا” المنتظرة قد سودت خاطرك و لم تبق مكانا لفرحة “نعم”؟
تتنظر ما هو مخالف و مختلف؛ و مضاد ؛ و تكون مستعدا لكي تسأل عن سبب التضاد و الإتجاه المعاكس… فكيف تسعد “بنعم ” ؛ و أنت مليء بانتظار :لا”؟ ؛ و سبق لك أن أحضرت معك سيلا من التساؤلات عن سبب الرفض و الرد والإتجاه المعاكس
حريتي في أن أسمع ما لا يخالفها و هي مطلقة…لأن الأصل أنها مشروعة؛ فلو لم تكن مشروعة ؛ ما كانت أصلا .. أما الإستثناء فهو أن تخالف حريتي حرية الآخر ؛ فنتنازل أنا و أنت عن بعض الحرية؛ لتعيش معنا الحرية
حريتك أن تتلذذ براتبك؛
أن تقف في طابور سريع النفاذ،
أن يٌرى فيك ما هو جميل
و يْعتقد فيك الحسن و صفاء النية؛
أن لا أقف عند الفاصلة التي ألفيتها بين إسمك الشخصي و إسمك العائلي؛ و أن لا أردك لتصحيح الفاصلة و مطابقة الإسم؛
أن لا أقف عند إثنين من شواهد الإقامة؛ من مركز الدائرة ألف ؛ و مركز المقاطعة جيم؟
أن لا أنزع حذائي لكي أمر من البوابة الإلكترونية؛ و ليس في حذائي حجر و لا مقص و لا حديد…؟
أن لا يسخط علي أو في وجهي من سخطت عليه الدنيا؟
أن لا.. أن… لا تكون “لا” هي الأصل…
أن لا يدار علي الكرسي و الركبة فوق الركبة لاستعراض شيء ؛ يستهزئ بها الواحد من الناس من الدنيا ” الشمتانة “؟
المهم أن صاحبي قال كلمته و سب دين الدنيا و كأنها كافرة ؛جاحدة ؛ مرتزقة؛ عاهرة إذا أردت أن تقول؛ لأنك تراها تحضن من لا ينزل به ميزان القمح و لو بغرام واحد…من غرامات الآدمية؟
“بنت الذين”… جعلت صاحبي يسب دينها ؛ و هي في الأصل لادين لها ..
إنها مأوى من لا دين له؛
و كنف من لا ملة له….
فقل فيها يا صاحبي ما تساءل؛ بشرط أن لا أسمع…
سعيدة الناوي.
غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى