القانــون

كرامة الاستاذ في الحضيض والدولة في مؤسساتها تتحمل كامل المسؤولية

شاهد بنعمر

كرامة الاستاذ في الحضيض ليس من خلال ما وقع امس فقط بل منذ سنوات، وما تعامل الدولة امس الا تكريس لسياسة القمع وتكميم الافواه المطالبة بالحق في الحياة، الحق في الكرامة، والحق في الاستقرار النفسي الوظيفي. مطالب يضمنها الدستور المغربي فأين الدستور واين مضامينه على ارض الواقع.
كرامة الاستاذ في الحضيض والدولة في مؤسساتها تتحمل كامل المسؤولية، ولا نقول ان الدولة وحدها من جعلته كذلك، بل المواطن المغربي أيضا شارك وبقوة، حين أبدع في طرق بهلاوانية للحط من كرامة هذا الشخص الذي يربي الأجيال، حتى اصبح التلميذ نفسه الذي كان يعتبر بالامس استاذه قدوة، صار يعتبره مجرد نكرة يمكن ان يتفوه في وجهه بكلمات خادشة للحياء دون اي خوف من ذلك المقام العالي لهذا الاستاذ، وعن حديث المقاهي فحدث ولا حرج، اتعرفون لما؟ لان العلم الذي ينقله الاستاذ للاجيال ويمنحه دون مقابل من المواطن الصغير الكبير هو علم ليس ملموسا حتى يتم احترام مقدمه كما يحترم من يقدم امورا ملموسة تصل لتقديم مكافآت في ثوب رشوة للحصول عليها.
الدولة نجحت بتعاملاتها وبجميع الوسائل في تحقير الاستاذ، بالقمع والتعامل معه بطرق غير اخلاقية، وما خفي اعظم، دون الحديث عن ظروف اشتغاله، فالاستاذ هو الموظف الوحيد الذي يقيم بسكنيات حاشا ان نقول عنها سكن ونستحي بان نقول لكم انها تشبه حظائر للاغنام والدواجن والحمير.
الاستاذ اصبح استاذا ليس في مجتمعه، بل استاذا بينه وبين خالقه، فالخالق وحده يعرف ماذا يعني العلم في حظور الجهل وغياب الاخلاق.
فرحمة الله على الاستاذ بمجتمعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى