كتاب الراىمنوعات
أخر الأخبار

التربية بين الأمس والحاضر

اكراهات واقع التدريس

“الميزان”: الدكتورة سناء الواسيني/طنجة

 

ونحن نمارس فن التربية داخل مؤسساتنا التعليمية نلاحظ تفاقم ظاهرة الجنوح و الانفلات و التمرد لدى أبنائنا المتمدرسين ، و قد باتت الظاهرة مقلقة بعد ما عرفه الكون من تداعيات الوباء و ما عاشه العالم من حجر و حصر و تقييد لحركة كانت معدودة من المسلمات . إن مطالبة المتمدرسين بإلغاء امتحان أو إسقاط بعض من مقرر مادة أو رده بوقاحة وسوء أدب على أستاذ و رفضه الرضوخ لضوابط الفصل و قواعد التربية و التعليم و استخدامه لسيئ الألفاظ و مبتذل الكلمات داخل حرم المؤسسات لمؤشر خطير على خراب جهاز التحكم و فساد بوصلة القيم ، و إن لم تتظافر الجهود للإصلاح و الإنقاذ فلا شك أن العواقب لن تحمد .
و لعل البحث عن الأسباب يوغلنا داخل دهاليز مظلمة بعضها من صناعتنا كغياب المتابعة والمراقبة الأسرية و بعضها من صناعة العصر كالإغراق في ألعاب العنف والمتاهات و القفز على الأسوار والحواجز مما يحدث رغبة دائمة في القفز و التحدي و الغلبة دون إعمال العقل في تمييز الحق و دحض الباطل لأن العقل مسير غير مخير و الحركة نتاج استثارة لا استنارة


و قد زاد ظرف الوباء -مع غياب الفهم- الأمور استفحالا و المراهق تشتتا و عدوانية تجاه من كبل حركته و قيد حريته ، أضف إلى ذلك وباء الإدمانات التي تكالبت على شبابنا من كل حوب وصوب من مخدرات و حبوب هلوسة و أفلام إباحية و شذوذ معلن و إلحاد جهار …
إن الحرب ضروس تحتاج إرادة صلبة و سواعد قوية حرة غيورة ، تتبنى مقاربات روحية / تربوية / علمية/ نفسية/ و أحيانا سلطوية لبتر العفن و منع العدوى والانتشار ..
أبناؤنا بناة الغد و مستقبل وطن ثروته بنية شابة فلنحافظ على الثروة و لنستبق الزمن لتلبية احتياجاتهم الروحية و ملأ فراغات نفوسهم بمصاحبتها و مراعاة اضطراباتها و فهم اكراهات زمانها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى