
almizan.ma
الحكمة الأولى:
(من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل).
الخوف والرجاء بالنسبة للعبد السالك إلى الله كنسبة الجناحين للطائر متى عُدم الجناحان أو أحدهما فهو عرضة لكل صائد وكاسر.
فلا تجعل عملك هو المعتمد في ثواب الله كالمدلي بعمله على الله، و لا تفتر في رجائك من عفوه عند تلبسك بزلل أو اثم.
فجعلك ذلك بالتلازم و الإطراد علامة في اعتمادك على أعمالك وركونك إلى الأسباب و الغفلة عن رب الأسباب.
فلابد للعبد من خوف و رجاء حتى لا يصير ذلك إلى حال من اليأس والقنوط أو إلى التفريط والضياع.
الخوف وحده يقودك إلى القنوط واليأس، و الرجاء وحده يقودك إلى التفريط والتضييع.
فلابد من جناح الخوف مع جناح الرجاء.
الخوف المحمود: ما حجز العبد عن محارم الله.
الخوف الغير محمود: ما حمل العبد على اليأس والقنوط.
فلكل مقام مقال
فالتداوي بالخوف لكل متوسع أو مستخف بحدود الله.
و التداوي بالرجاء لكل مفرط أو عاص قانط من عفو الله و رحمته لما اقترفه من الأعمال.