قبح اللايفات في زمن التفاهة …

م.ب ..
بالإضافة إلى ما يعرفه المجتمع المغربي من ظواهر بمختلف تصنيفاتها ، تنضاف ظاهرة التفاهة إلى قائمة ما يعبر عنه المجتمع من خلال الشاشات الإلكترونية والبث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعية ، وهو الأمر الذي جعل بعض النخب السياسية والثقافية أن تحذر بخطورة الوضع خاصة انه وضع يهدد قيم وأخلاق المجتمع المغربي وضمنه الجالية المغربية المقيمة بالخارج .
ظاهرة التفاهة التي أصبح يكرس لها المجتمع المغربي في الداخل والخارج بآختلاف الأسباب والغايات ، هي ظاهرة تقوم على عمليات عملها الاول هو تفكيك مجموعة من الأليات الإيجابية في الفرد والأسرة والمجتمع مع آستبدالها بآليات سلبية تسعى الى تكوين شخصيات مادية وتافهة ، كما انها ( الظاهرة ) تُخلخل التوازن العقلي الذي يؤدي الى انتاج ايغوات تقوم على اتفه الأشياء ، حيث تكون هذه الأخيرة عند الفرد من الأولويات فيما يتم الإغفال عن اهم الأمور التي يرقى بها هذا الفرد في اسرته ومجتمعه والمجتمع العالمي .
الخطر الذي تشكله ظاهرة التفاهة أكثر من قبح بعض اللايفات المباشرة في زمن التفاهة ، لأن ما يهدد المجتمع المغربي هو اعتبار التفاهة كأبواق تُسَوق لما يجب ان يكون وليس ما يصب في المصلحة العامة للمجتمع وأهمها همومه وحاجياته ورقيه ، وهو الخطر الذي يؤكده نظريا آرتفاع نسبة المشاهدات للمحتويات التافهة، تفاهة من يصنع لنا هذه النماذج التي تنشر ليلة نهار وهي ” مساهمات” تولد لنا أفراد بدون أساس ، وأسر بدون محتوى بيداغوجي ومجتمع بدون قيم ، في حين ينتج لنا في الأخير دولة في المرتبة 121 في مجال التنمية البشرية حسب التصنيف الأممي الأخير ..