almizan.ma
اتّهمت المخابرات الإسبانية المغرب بتسببه في الهجرة الجماعية الأخيرة التي شهدتها مدينة مليلية، معتبرة أن المغرب “لم يقم بالأدوار المنوطة به في مجال ضبط أعداد المهاجرين في جوار المدينة المحتلة”.
وقالت صحيفة “الإسبانيول“، إنه بعد 12 شهرًا من دخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا، ما زالت العلاقات بين إسبانيا والمغرب بعيدة كل البعد عن التقويم، موردة أن “الإقتحام الجماعي” لمليلية حدث “بالموافقة و التسهيلات الممنوحة للمهاجرين من طرف الشرطة المغربية”.
واستندت “الإسبانيول” وفق “آشكاين“، على تقارير استخباراتية إسبانية، حذرت في الأسابيع الأخيرة من أن المغرب قد توقف عن السيطرة على مخيمات المهاجرين جنوب الصحراء الواقعة على الجانب الآخر من الحدود، في انتظار فرصة لاقتحام السياج.
وأكدت أن “هذه المعلومات عُرِفت بعد دخول 3700 مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى إلى أراضي مليلية، تُظهر تخلي السلطات المجاورة عن أدوارها، وربما كان ذلك نتيجة علاقة مع الحكومة لم يتم إعادة تشكيلها بعد”.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن “السلطات المغربية تسيطر عادة على مجموعات المهاجرين هذه، المعروفة في مصطلحات الشرطة باسم الحقائب، حيث يقوم المغرب من وقت لآخر بنقلها جنوبًا، من أجل تخفيف الازدحام في الأماكن الأقرب من الحدود، لكن التقارير التي أعدها مركز المخابرات الوطني و الحرس المدني و الإستخبارات العسكرية الإسبانيين تؤكد أن المغرب “لم يقم بهذا العمل منذ فترة طويلة”.
يأتي هذا الإتهام من طرف المخابرات الإسبانية للمغرب، بعدما أرجع وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، الجمعة 4 مارس الجاري، اقتحام سياج مليلية إلى ما وصفه بـ”ظاهرة استثنائية”، إذ يعتبر التعاون مع المغرب لمنع الدخول غير الشرعي إلى الأراضي الإسبانية “مثاليًا”.
وجاءت خرجة وزير الداخلية الإسبانية، بعد يوم واحد فقط من خرجة وزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، الذي أكد أن بلاده “تجري اتصالات مع السلطات المغربية من أجل توجيه الوضع”.
وكانت الحكومة المغربية قد علقت، الخميس 3 مارس الجاري، على الأحداث التي شهدتها مدينة مليلية المحتلة خلال اليومين الماضيين من اقتحام حوالي 2500 شخص لسياج المدينة في محاولة للعبور للضفة الأخرى، حيث قال المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، إن “المغرب يعمل على تعبئة إمكانيات جـد مهمة، ويقوم بمجهود جبّار لمراقبة جميع سواحل المملكة التي تتجاوز 3500 كيلومتر”.
وأوضح بايتاس، خلال الندوة الصحفية الأسبوعية للحكومة، الخميس 03 مارس الجاري، أن “المغرب ينهج أيضا مقاربة إنسانية في هذا الملف، أخذا بعين الاعتبار أن المغرب ليس فقط بلد عبور للهجرة بل أصبح بلد استقبال”
جدير بالذكر، أن السياج الحدودي لسبتة المحتلة شهد، منذ أول أمس، حالة قفز جماعي لحوالي 2500 مهاجر غير نظامي، تمكن 500 منهم من العبور إلى المدينة المحتلة، فيما خلف ذلك حالة استنفار قصوى لدى الحرس المدني الإسباني ولدى القوات الحدودية المغربية”.
وهو ما اعتبرت الصحافة الإسبانية، أنه “رد من المغرب على لقاء رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في 18 فبراير الماضي، على هامش قمة الإتحادين الإفريقي والأروبي ببروكسيل”.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد التقى بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، و زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، على هامش القمة السادسة للإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوربي المقامة في العاصمة البلجيكية بروكسيل، في 18 فبراير المنصرم.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه العلاقات الدبلوماسية المغربية حالة من التوتر منذ اندلاع أول شرارة لتأزم العلاقات بين الجانبين بشكل غير مسبوق، بعد استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي فوق ترابها خفية على المغرب، وهو ما دفع المغرب لاستدعاء سفيرته بمدريد، كريمة بنيعيش، كخطوة احتجاجية على ما قامت به إسبانيا.