
almizan.ma
لا يدري صاحبي لماذا أصبحت بعض مجامع القوم تتشابه من مأثم إلى مفرح مع اختلاف المجلس ….
فيجلس الرجال هناك و قد أحسنوا و النساء هناك و قد أحسنَّ..
و أما ما خلا ذلك فالأمر واحد : صلاة إبراهيمية و ما أحوجنا إليها و فيها خير عميم ،
و “طلع البدر علينا” و لا علاقة لهذا بالمناسبات غالبا ، و “قوموا تمدحوا لله” و لا علاقة لهذه العلاقة بتلك العلاقة ما دام المدح و المديح كاف، و أما الوقوف للمدح فزائد، و قد قام المداح و التمس من الحضور أن يقوموا بين مردد لنفس اللازمة و البيت ” قوموا تمدحوا لله يا العاشقين في رسول الله” ،
و مصفق لا يحفظ من اللازمة إلا “رسول الله هذا يكفي لأن الحب بالقلب ، و في القلب و تبقى أنت وحدك جالسا نشازا ببن من ينظر إليك و يبتسم كي تقوم ،
و بين من تراه يبتسم و كأنه يسأل نفسه ما جعلك مختلفا عن الوقوف، و بين من يظن بك عاهة، أو مرض أقعدك عن الوقوف، و الناس بين قيام و ترديد، ثم يؤذن أحدهم بالصلاة في غير وقت الصلاة ، ثم يأتي الآخر ليؤذن بالحج في غير ميقاته، و كأنها “شلاظة” بدون ملح و لا زيت و قد أضيف إليها شيء مما لا يدخل فيها طالما أنها “شلاظه”؟؟؟
و إذا انتهى الهجيج قام من يخطب في الناس ، و أخاله قد حفظ المقدمة، و قال ما نسمع ، وتسمع دائما و لا جديد ، لأنه ليس عالما و إنما أحد فرقة الجوق الديني؟ و في الحضور كثير ممن لا يقرأ و لا يخط بيمينه و بعض من يفك الخط، و بعض من قرأ و لم يع، و أحدهم عالم لم يقل و لم يسألوه و لم يحدث الناس و لم ينكر و لم يقر…
حتى إذا حضر الطعام كان طعام الشبه :لحم ثم دجاج ثم فواكه دون أن ينسى القاري قارورات والماس للحضور و قد يوضع الطعام في وقت السحور و لا ضير ..
و لابد من الفاتحة و لا تعني “الحمد لله رب العالمين” و ما يليها إلى و لا “الظالين” و إنما الدعاء للقاري و هذا فضل و شكر،
و لكل من حضر و من مات و هذا امتننان ،
و للطباخة و كأنها ليست من الحضور و السامعين لأنها أحسنت الطبخ..
و الحمدلة و الصلاة الإبراهيمية و الفاتحة و انصراف القوم ليبجثوا عن أحذيتهم…
ليس هذا ما جعل صاحبي يتأفف من حضور الجمع بل تشابه الجموع و لربما شيء آخر…
لربما أن صاحبي كبر و شاخ وعاف و صار يجد في عزلته الخير من حضور الجمع الذي لا يختلف عن غيره في شيء حتى في قارورات “والماس” و خطبة غير العلماء في حضور العلماء….
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه