…من جهلها… على هامش تصوير فلم أمريكي بالمدينة
الميزان/ الدار البيضاء: د. محمد جودات

almizan.ma
…من جهلها…
على هامش تصوير فلم أمريكي بالمدينة
الميزان/ الدار البيضاء: د. محمد جودات
غلقت على حين غفلة كل منافذ زنقة پيير پارون واستفاق الناس على صراخ المخرجين وزحام الممثلين والحراس في صباح باكر في يوم رمضاني؛ واضطر الاطفال في يوم ماطر أن يتوجهوا إلى مدارسهم الخاصة بصعوبة لأن سيارات النقل المدرسي منعت من دخول الحي دون سابق إنذار. تفهم الناس والمغاربة يتفهمون دائما ويتعاطفون ويقبلون ويسهمون ويشجعون… ولم يزعجهم استمرار التصوير والعويل والهرج؛ وربما لم يشتكوا من الإزعاج أو عدم السماح لسياراتهم أو حتى سيارات الإسعاف أو الأجرة من تقريب الخدمات في يوم ماطر، ولكن السؤال الذي يطرح هل يسمح لأي كان ولو حصل على كل التراخيص أن يتطاول على حرية سكان حي ما في مكان ما، أليست هذه الأفلام العالمية سلعة غالية يفترض استشارة من يداس على حريتهم أو مجرد التنسيق معهم للتصوير في يوم عطلة دون خنق المدينة المختنقة أصلا دون أفلام. إنها أمة تجعل رأي مواطنيها هو آخر هم بدليل أن الأزبال التي أرقت مضجع السكان واشتكوا سنوات لإزالتها حتى صار الحي مطرحا رسميا لها؛ اختفت في لحظة وصار الحي لائقا لتصوير الأفلام العالمية، ولكن التخوف كبير أن ترد البضاعة بمجرد رحيل الأبطال العالميين الذين أزعجونا بالتصوير في رمضان وأغلقوا عنا الحي، ومنعوا العبور…
ليتها فوائد التصوير تمنع عنا ما لم تستطعه الشكايات عبر سنوات وتخلصنا من قمامات صارت جزءا من حياتنا رغما عن أنفنا.