الفقه والشريعةالقانــونقضايا المجتمعمنوعات

*”أدبٌ مع الله لا يغيب عنّا ولو في أسماء هواتفنا”*

الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف

almizan.ma

*”أدبٌ مع الله لا يغيب عنّا ولو في أسماء هواتفنا”*
الميزان/ الرباط: بقلم/أ. عبده معروف
في زمن التقنية والسرعة، حيث تختلط الكلمات بالنقرات، وتندمج الأسماء مع الأجهزة، غابت عن بعضنا رقابة القلب، وغفلنا ـ دون قصد ـ عن أمرٍ عظيم: *أدبنا مع الله عز وجل، حتى في أبسط أدواتنا… كأسماء حساباتنا،*.. رأينا من سمّى نفسه في “واتساب” أو غيره بـ “سبحان الله”، أو “لا إله إلا الله”، أو “الله أكبر”، أو ما يشبهها من الألفاظ الجليلة التي نُنزِّه بها خالقنا ونبجِّل بها ربنا، فيبدو الأمر جميلًا في الظاهر، لكنه قد يحمل إساءة عميقة دون أن ننتبه، تأمّل معي… كيف يبدو المشهد حين يُعرض على الشاشة: *”سبحان الله يكتب…”* أو: *”الله أكبر غادر المجموعة،”* أو حين يُخاطب شخصٌ مجهول الاسم قائلًا: *”يا لا إله إلا الله، خفف علينا!”* أو *”يا الله أكبر، أعد ما كتبت!”* ألا يهتز قلبك؟ ألا تشعر بشيء من الخوف؟ أهذه جلالات الأسماء التي نُسبّح بها رب العالمين، تُمزج بعبارات قد تكون عتابًا أو حتى تهكُّمًا؟! …ليس هذا من سوء القصد، بل من حسن النيّة وسوء التدبير،.. إنّ أسماء الله وصفاته وألفاظ التسبيح والتمجيد، *مواطنُ طُهرٍ لا تليق بها المزاحمة في مواقف الدردشة والتعليقات والعتاب اليومي،* بل هي مواضعُ تعظيم، لا يُرفع فيها إلا الذكر، ولا يُذكر فيها إلا المهابة؛ فلا يجوز أن تُدرج هذه الأسماء في أسماء الهواتف، ثم نُعرضها لكل موقف عابر في المحادثات؛ لأننا ـ عن غير قصد ـ نقع في ما لا يُحمد عقباه، من *مساواةٍ لفظية بين اسم الله وسلوك البشر*، *فإن كنّا نحبّ الله، فلنحفظ أسماءه، ولننأَ بها عن ساحة التراسل والعبث اللفظي،* ولا حرج أن يكون الاسم جميلاً، لكن *الفرق كبير بين اسم جميل واسم جليل،* *فلنكن على قدر هذه الكلمات… ولنُسمّ أنفسنا بأسماء لا تضعنا في موقف نُساءل فيه بين يدي الله: كيف تهاونتَ باسمه؟* والله غنيٌّ عنّا، ونحن الفقراء إلى رحمته… فليكن أدبنا معه أعظم من حروفٍ نزين بها أسماءنا، ثم تفضحنا في لحظة طيشٍ أو سهو، *فليُغيّرها من كتبها، وليُبلّغ هذا الأدب من لم يعلم، فإن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، قال الله: “ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ(32)” (سورة الحَج).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى