السياسيةالقانــونقضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

” مخ للكراء.. بدون عوض” / خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي

almizan.ma

” مخ للكراء.. بدون عوض” / خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي
4 يوليوز 2025
“..هم من أصول مغربية؛ و ألسن مغربية؛ و لكنهم يتحدثون مع بعضهم بعضا بلسان إسباني؛
فكنت مثلك.. متسائلا عن السبب؛ فأعياني البحث إلى أن حولقت..!
ثم ذكر لي أحدهم أن أهل كنيسة ظلوا يدعون على أهل خمارة؛ تؤدي المؤمنين؛ و كانت بمقابل الكنيسة؛ فحدث أن احترقت الخمارة؛ لتقيم دعوى على الكنيسة؛ لأنها السبب فيما أصاب الخمارة بدعائها المتكرر على أهل الخمرة و النبيذ !
ردت الكنيسة على صحيفة الدعوى أن ” الله لا يسمع دعاء الكنيسة ” لكي ترد طلب التعويض!
ثم ذكر لي آخر ؛ أن هناك مجمعا سياحيا؛ تحته مقهى للحليب والبن النقي والماء التقي وحلويات في أشكال؛ وفوقه محلات نرجيلة أو قل ” شيشة” بدون آل التعريف؛
وفوقها؛ محلاتهم نبيد أحمر ؛ وفتيات بأشكال الحلوى التي توجد بتحت المجمع.
والكل في الثالثة فجرا يغادرون
في هدوء وسكون؛..
وفوق كل هذا؛ وتحت كل هذا؛ وبين البن والنبيذ و” الشيشة”، آداب مرعية وأحكام مضبوطة؛
فلا يصل النبي إلى البن؛
ولا تتجرأ المياه والألبان؛ ولا “الشيشة” على النبيذ
في تعايش مدني واضح؛
وتسامح إنساني بالغ.
وقد ذكر لي آخر أن سقفا خر فوق رأسه؛ من عل !
لم يكن له مالكا ؛
و لا له مكتريا
و لا مستغلا و لا مستعملا ؛
و بين من فلق رأسه السقفٌ؛
و تواضعِ البن للنبيذ ؛
و احترام للنبيذ للماء؛
و وقار ” الشيشة”؛
و تقدير ” الشيشة ” للبن..
و إنكار الكنيسة و كفرها ؛
و بقاء الكنيسة شامخة،
و هلاك الخمارة ملعونة؛
و إسبانية المغربي؛
و احترام القانون من السكارى؛
وتقدير السكارى للقانون وأهل البن واللبن؛
وكل ما عشته هذا العام والأعوام الثلاثة المنصرمة؛
وتخلل الطبقات العاملة؛
وتحول “التحتي” ليشغل مهمة “من يرأسه”؛ بدون كتاب أو تكليف… داخ المخ و زاد من دوخانه؛ اقتراب شمس يوليوز منه؛ حتى صرت أنظر ثم أتساءل؛
وقبل أن يصل قطار الفهم إلى قطمير سكة الفهم؛ أنظر ثم أتساءل؛ ثم يقترب قطار محاولة الفهم إلى شيء؛ ثم أنظر و أتساءل؛ حتى احتلت الأسئلة المخ؛
وأثقلته ؛
ودوخت أباه وأمه وعشيرته؛
فلم أدر ما أصنع به؛
و لا بما أصنع له؛
ربما يسعى لكي يفهم شيئا؛ دون أن يبلغ ،
فماذا أصنع لهذا المسكين؟؟؟
أحاول أن أخفف عنه؛ و لكنني لا أستطيع…
فقد دوخه جواب الكنيسة؛
و تعايش البن مع الماء و النبيذ و”الشيشة”؛
وإسبانية الألسنية في ما لا يحتمل إلا العربية..
ربما.. لو أتاني عرض باستئجار هذا المخ ؛ لأجرته..عله و لعله و عساه يريحني..فقد أثقلت عليه الأسئلة وما يستحق.. فقد أعياني ولربما أنه واثق من أنني أسامحه وأشفق علبه و أثني عليه لأنه لم يجن!
سعيد الناوي
غفر الله له و تجاوز عنه
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى