هل يكتفي المغرب بجرعتين من “لقاح كورونا” لبلوغ المناعة الجماعية؟
عبد السلام الشامخ

almizan.ma
مازال النقاش الدولي محتدما حول عدد الجرعات الضرورية لمواجهة خطر الإصابة بفيروس “كورونا” وإعادة تشغيل مناعة الإنسان، حيث كشفت دراسة حديثة أن “ثلاث جرعات من اللقاح أو حتى جرعتين فقط، كافية لحماية مناعة الإنسان”.
وأوردت الدراسة العلمية التي أنجزها معهد علم المناعة في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه يمكن الاكتفاء فقط بجرعتين للشخص الواحد لتحصين جهازه المناعي ضد فيروس “كورونا”.
وشددت على أن “الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما أو المعرضون لخطر الإصابة بالمرض قد يستفيدون من جرعة ثالثة أو رابعة، إلا أنها قد تكون غير ضرورية لمعظم الناس”.
وأفادت الدراسة ذاتها بأنه يمكن لمتحور “أوميكرون” تفادي الأجسام المضادة التي يتم إنتاجها بعد جرعتين من اللقاح. وقال الباحثون إنه بالنظر إلى مدى اختلاف طفرات “أوميكرون” عن المتحورات السابقة، فإن حل الجرعتين يظل قائما.
وترافق إقبال المواطنين المغاربة على الجرعة الثالثة أسئلة مرتبطة بالأساس بتفاوت درجة الأعراض التي يسببها اللقاح ومضاعفات التطعيم التي يروجها البعض، والتي تصل إلى حد التسبب في الوفاة.
وقال مصطفى الناجي، خبير في علم الفيروسات بكلية الطب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء إن “الجرعة الثالثة ضرورية وأساسية لحماية الجهاز المناعي من متحورات فيروس كورونا”، مبرزا أن “الأشخاص المسنين في حاجة إلى تطعيم دوري من أجل تفادي خطر الإصابة”.
وتخلف أكثر من 19 مليون مغربي عن موعد الحقنة الثالثة، بينما لم يتجاوز عدد الملقحين بها 5 ملايين فقط، واعتبر الناجي أن “الدراسات العلمية لاحظت أن الجهاز المناعي يتراجع دوره الحمائي بعد مرور 4 أشهر من الجرعة الثانية”.
وحث الخبير في علم الفيروسات الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس على اتباع بروتوكول العلاج حتى لا يقوموا بنقل العدوى إلى باقي المواطنين، مشيرا إلى أن “المغرب قام بمجهودات جبارة للحصول على اللقاح وضمان الأمن الصحي للمغاربة”.
ودعا البروفيسور الناجي إلى مواصلة التلقيح والتدابير الوقائية الفردية (ارتداء الكمامات وغسل اليدين والالتزام بالنظافة والتباعد)، إلى جانب احترام البروتوكول العلاجي الوطني، باعتبار ذلك هو الحل لمواجهة الجائحة.