almizan.ma
لم تكن قضية الشعبين الشقيقين المغربي والجزائر ي مطروحة للتأويل أو للمغالطة أو للمزايادات، بل هنالك أعراف وتقاليد مشتركة بين الشعبين الشقيقين يتقاسمانها، لايختلف حولهما عاقلان، إن على مستوى الأصهار، وإن على مستوى الجوار، لكن تمت أشياء يجب تصحيحها بأن صقور الحكام الجزائريين التابعين للعسكر لم ينسو قضية الضربة القاضية التي قادها الجنرال الراحل إدريس بن عمر ضد كارديانات الجيش الجزائري انذاك، إبان سنوات الستينيات حرب الرمال، حيث انهزم جيش بومدين في كل المناورات التي قادها ضد مصالح السيادة المغربية، كان الهدف منها عرقلة استكمال وحدته الترابية الصحراء المغربية، لكن لم يستطع بومدين تحقيق أهدافه المقيتة.
حيث المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله تراه كان له بالمرصاد، سياسيا وأمنيا وجيشا، فقد جنى الويلات عندما تطاول على المساس بوحدتنا الترابية، لو أراد ملكنا الهمام الراحل رحمة الله عليه أن يغزو دولة الجزائر لفعل ذلك. لكن كان ذو رأي سديد وحكيم في أخذ القرارات الحكيمة حتى لايعرف عنه أنه كرس الاحتلال من جديد بعدما دافع بكل ما أوتي من إستطاعة في مساعدة أشقائنا الجزائريين من أجل تحرير دولتهم من سيطرة الطغمة الاستعمارية انذاك ، لكن كردينات الحقبة البائدة من حكام الجزائر لم تتأقلم مع الوضع الإقليمي المغاربي إلى حد كتابة هذه المعلومة على اعتبار أن عقدة الكردينات تكمن في عدم هضم الضربة القاسية التي قسمت ظهر البعير أثناء حرب 63 المعروفة إختصارا بحرب الرمال. وعلى أساسها قام بومدين بالانتقام من عشرات المغاربة، وفراق الأزواج عن بعضهم، والأبناء عن امهاتهم، وطرد عمالا كانوا يشتغلون بجانب أشقائهم الجزائريين، ونزع ممتلكاتهم ومحلاتهم التجارية، وقام بتبديد كل مايملكونه المواطنون من أصل مغربي هناك، تأثيرها كان وخيما ولازال وخيما إلى حد اليوم، بدليل أن الأمهات سلبوا منهم أبنائهم من أصول آباء مغربية، وكذلك سلبوا نساء جزائيريات من أزواجهن من أصل مغربي ولم يجتمعوا منذ تلكم السنوات البائدة التي أقدم عليها بومدين وكرديانات الجزائر الصقور الدموية إلى حد كتابة هذه الأسطر الحزينة.