
almizan.ma
حدث المواطن الذي حشر نفسه تحت الترامواي بالعاصمة الإقتصادية بالأمس.. لا يثير الاستغراب في المغرب الآن..
فقد اجتمعت الشروط الإقتصادية و الاجتماعية والسياسية التي يمر منها البلد، لتجعل مواطنا بيضاويا يصرخ من تحت عجلات الترامواي أنا نقابي!!!
وهل تصل الأمور بمواطن ملتزم نقابيا إلى أن ينفي جسده ويجعله أداة للاحتجاج، إذا لم تكن السكين قد تجاوزت العظم كما يقال،،؟ وبلغ به الأمر أقصى درجات اليأس..
هذا الجسور ربما تميز بدرجة كبيرة من الحكمة في حياته اليومية، وقاتل في سبيل ضمان لقمة العيش الكريم.. ولكن حينما تختل الموازين دفعة واحدة ، ويتخذ المتنفذون قرارات خرقاء من قبيل الرفع الصاروخي لأثمنة المحروقات، سيكون هذا البئيس لا محالة مضطرا لإحراق آخر ورقة إحتجاجية لديه : أي الارتماء تحت عجلة الترامواي..
وهل من الضروري أن يسقط “ريان” في الجب، ويرتمي صاحبنا تحت الترامواي ليسمع الأقوياء أنين الضعفاء؟..
لاشك أن المقاولين ورجال السياسة.. مطالبون قبل أن يتحملوا تسير مرافق الدولة، أن يحسنوا الإنصات إلى مواجع المستضعفين، لا أن يتمترسوا وراء “التفكير بالقوة” والإرتهان إلى التوازنات المالية بدل التوازنات الاجتماعية.
لا شك أن القريب من الأيام سيحمل أشكالا جديدة من الاحتجاج، ولكن قبل ذلك هل سيتململ أصحاب “الوقت” من أوكارهم لإبداع أشكال جديدة للتخفيف من حدة معاناة المواطن مع شظف العيش؟