كتاب الراىمنوعات

“تشابه الحمقى” خاطرة 4

الميزان / الدار البيضاء: د.أ.سعيد الناوي

almizan.ma

كثر الحمق و أهله..
و شاع و اتسع رقعه في أزياء العوام و تبعهم العلية و لو مع غلاء ما يلبسون، و النخبة و ما يشتهون..
و حتى السوقة و الرعاع و أسفل المجتمع و الرقاع ….
كلهم أحبوا نفس ما أحب من كان قبلهم ، و لو كان من حرام الحرام
مع بعض التوابل التي قوامها “بهدلة “النفوس و انطاح “الكروش”و طأطأة القفى و تقوس المناكب و الظهور….
و لكم ان تتخيلوا غلاض الكروش و القفى و جفاف ماء الوجه …!!
لقد وقف أحدهم في ثوب العقلاء الحمقى و لكنه أحمق ببصمة الأصابع كلها …
جاء به الفضول ليسأل و هو لا يعرف القوم و القوم له منكرون،
حل ليسأل فيم عليه القوم مجتمعون، و لولا الحياء لقلت أنت في دفن جتثك التي أتعبها وقوفك و سؤالك الخدول فيما لا فائدة فيه بأبها العبث الذي يمشي على قدميه و الأحمق في ثوب العقلاء زورا و بهثانا؟؟
إلا أن القوم سكتوا إلا واحدا أجاب..
أن وقوف الرهط حول ألف درهم لينعوا به ميتا و يدفنون جتثه تحت الثرى ، لكونها نطقت بأنها لا تريد أن تراك و لا أن تأن بقربها و تستحيي أن تشتم رائحتك و هي راقدة في البيت العلوي من الشارع الفوقي عن يمينك و لا يمين لك..!؟
فأجاب أنه لا ينبغي نعي من مات، و لا البناء على رسمه ثم انصرف شبه سكران أسفا ، والنبيذ الأحمر قد لوث المكان كما لوثها وقوفه و سؤاله فيما لا فائدة فيه.
المهم أنه غادر و قد أشفى فضوله ، و تتبث من أن القوم شحاح فصاح، قساة غلاض على سكير متحامق مثله ، فماذا ينال المقص من القار البارد… و ماذا تأخذ الإبرة و خرمها من ماء المحيط في ليلة باردة ؟!
لقد مضى ثم حضر غيره من لصوص الهواتف ممسكا بإحداها، غنيمة من عملية سطو مسلح فنال الجمهور منه، و ويل للصوص من الجمهوريين ، و قد أحكموا عليه قبضتهم، و جعلوا خناقه إلى ما بين فخذيه ، وأشكلوه مخلوقا جديدا …
ثم حضر زبناء اللصوص ممن يعرفونهم و هم لهم كارهون من الشرطة في تشكيلات مختلفة وصفدوه دون أن يبتعد أبناء ٱوى ممن يستعطفون لإطلاق سراح اللص لأن أباه يصلي بالناس!!؟
إنه لص و لكنه” ولد جلول”:
الإمام المسكين العالم النوراني العلامة و استثناء زمانه…
لقد كان يلوح بمدية السبعة عشرة ستنيما ، و لكنه ابن جلول الإمام!
لقد صفدوه بعد لأي شديد ، و لو تركوه للجمهور لكان أفضل لولا خشية إماتته؟!
و للدفع و التدافع أحكام ، و منها النسيان ، لهذا نسيت الشرطة المحجوز بين يدي أحد من الجمهوريين، حتى لما انتهى أمر اللص ضيفا لدى عسعسة البوليس، دفع المؤتمن على بالمحجوز الى أحد الساهرين على إنفاذ القانون فأبى أخذه لأنه لم يشارك في تصفيد اللص!!!؟؟؟
و بين مرور اللص “ولد ابا جلول”، و الجمهور و من لم يشارك في تصفيد اللص و ذلك الفضولي، ظهر نفر من الناس ينتشون بمقطع “الدق تم” “لحجيب الرباطي ” و “مولاي الطاهر”
لمن لا أعرفه، و خليط من أجناس شعبية بحفظونها و يتلونها للإستدلال على ثقافة المواطن الجديد المرشوشة بالكثير من الفرنسية و سالبة سالبة” و “ركوب الخيل”….و كل بيده كأس ونبيذ ، و تحت قدميه قنينة و قلم سيجارة غليض…. دليلا على العظمة و التفوق و معيارا للنخبوية الممزوجة بعبارات فرنسية محفوظة مع ما فيها من أخطاء..
لبس الأمر بحمق عادي و لا شاذ و لا
عرضي..
فحتى الأستاذ و قد سعى ليترقى..
صار يشتغل عبر طلابه ثم ينسب ما كان لهم لنفسه لينتقل من حرف إلى حرف ليصير و يصير استثناء ..!!
لقد تحامق بعلم، و تحامق الٱخر
بهوى و تحامق غيره “للسيبة”…
فقد صدق من قال أن الحمقى تشابهوا علينا” و إنا لله وإنا إليه راجعون
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى