almizan.ma
شكلت العبارات المسيئة التي تلفظ بها الكوميدي “طاليس” في حق المرأة ردود فعل غاضبة، إذ استنكرتْها رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، لطيفة أخرباش، معتبرة أن بعض المحتويات التي يتم ترويجها في مواقع التواصل الاجتماعي تحمل في طياتها مخاطر وتجاوزات تسهم في استدامة ثقافة نمطية وتمييزية وإقصائية ضد النساء.
أخرباش انتقدت بشدة ما تفوه به “طاليس” دون ذكره بالاسم، في مداخلة ضمن المناظرة الوطنية الأولى حول الأسرة والمرأة ورهان التنمية، قائلة: “لنتمعّن فقط في ما سمعناه في الأيام القليلة الماضية من هزْل يسيئ للمرأة ويضفي عليها فقط صفة الذات الجنسية، ومن نمطية أصبحت بدون مركّب نقص تبتغي التندر والإلهاء وتَعتبر نفسها نوعا من الممارسة الثقافية الشعبية”.
وذهبت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى القول: “هذا الأمر ليس مشينا فقط، بل فيه خطر، لأنه عنوان لأمر قبيح، عنوان تطبيع مجتمعنا مع هذا الفكر النكوصي النشاز”، مشددة على ضرورة “الانتقال إلى مرحلة ممارسة إعلامية فضلى تسهم في إنعاش تمثلات جديدة بديلة لخطابات النمطية والدونية عن مكانة وجدارة وأدوار النساء”.
أخرباش أبدت استغرابها استمرار حضور أشخاص سبق للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أن اتخذت في حقهم إجراءات زجرية “بسبب ترديدهم خطابا مشينا يمس بإنسية المرأة”، في برامج إذاعية وتلفزية، متسائلة: “ما هذا التناقض؟ كيف لأشخاص لهم خطاب يضرب كل الحقوق الإنسانية أن يتابعوا حضورهم الإعلامي بدون مشكل؟”.
ونوّهت المتحدثة إلى أن “هذه ليست دعوة إلى الرقابة، وليست إملاءات على الصحافيين، لأن الهيئة تنتصر لحرية التواصل السمعي البصري”، وزادت موضحة: “لا نخاطب الصحافيين بل نخاطب المنظومة الإعلامية عبر متعهدي الإعلام السمعي البصري، وننتج فكرا نقديا بالنسبة للتواصل الرقمي، لأن هذا جزء من مسؤوليتنا تجاه قضية حقوقية بهذا الشأن”.
كما دعت أخرباش إلى إرساء أسس إعلام دامج “يعطي الكلمة بكل إنصاف للمرأة، لا أن يُغرق صوتها بتضخُّمٍ خطابي إعلامي يحجب أكثر مما يبرز من معضلات وانتظارات وحاجات وحلول تنتظرها النساء وتحتاج إليها مجتمعاتنا، بهدف كسب رهانات التقدم والاستقرار والأمن والتنمية والديمقراطية”.
وأضافت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أن “الرهان اليوم هو تطوير قدرة وتعبئة المنظومة الإعلامية للعب دور دقيق ومبتكر وحاسم في تدارك الزمن الذي أضعناه في إطار بناء مجتمع المساواة”، مشيرة إلى أن “هناك عملا جبارا يقوم به إعلامنا مع منشآتنا الصامدة، ولكن هناك أيضا انفلاتات وضعفا في اليقظة، وهذه ليست مسألة تقنين فقط، بل هي سلسلة من المسؤوليات”، وفق تعبيرها.
ورغم الجهود التي تبذلها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري لضبط وتقنين هذا المجال، ومكافحة الخطاب التمييزي ضد النساء، فإن هناك “مقاومة واستدامة تقدم خطابات تمس بالمرأة وتكرس الصورة التمييزية والدونية ضدها، مع خطر سيادة التطبيع مع التمثلات الاجتماعية التمييزية ضد النساء”.