كتاب الراىمنوعات

السقطة الأخيرة/ خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: الدكتور سعيد الناوي

almizan.ma

22\3\2023
حينما أحرمنا مع زمرة من المؤمنين و يممنا و تلينا وجوهنا و نحن سجود، سمعنا صوت رضخة لأحد المومنين الغرباء عني لأنه من بلد آخر لكنه مسلم.
صار يرتجف و يرجف و يصطدم بدنه مع قصدير وضعه العسس والبوليس و البناؤون لفصل شيء عن شيء.. كان يصارع الموت.. ولكننا سجود و قيام من السجود،
نتلوا في أنفسنا الفاتحة و هو يرتجف، و السورة و هو يرتجف ،
وقوفا و هو يرتجف، و الإمام بالداخل لا يعلم عن المرضوخ شيئا.!
كنت أقول لنفسي أن أقطع الصلاة و أغيث هذا الرجل بما يمكن لي ان أغيث به نفسي . قلتها و انا أسمع الفاتحة و السورة ، و قلتها و أنا ساجد.. لربما أنه عاد جدا أن أقول في الصلاة ما ليس فيها.. أن أتذكر
أين وضعت مبلغ الألف درهم التي نسيت أين وضعتها..
المفتاح الذي ضاع مني في ظروف غامضة.. أن أتذكر في الصلاة كل شيء ،ثم أثفل عن يساري على الشيطان و خنزبه.. ولكنني لم أقطع الصلاة و لو أنه يرتجف و قد يموت كما لم يقطعها أحد و لو مات!
لماذا لا تقطع الصلاة و الحياة أولى و أسبق من الصلاة و قد تدرك الصلاة و لا تدرك حفظ الحياة!
و لكن لماذا لا يقطعها عموم المؤمنين و قد سمعوا الرضخة و غرغرة الرجل…؟
لربما أنه يرتجي أن يموت في صلاة!، فله أن يموت..
و إذا أسعفناه و ظهر له أن الموت كان أقرب ، أن لا يرضى بالحياة عن الموت في صلاة بديلا، ونكون قد أضررنا به حينما أسعفناه ؟
المهم أن لا أحد أنهى أو قطع صلاته لكي يسعف المرضوخ؟
لربما أن الصلاة أولى!
أو أن الانانية أكبر !
أو قد تكون حياة المرضوخ أدنى و أرخص ؟
أو أن الجميع يتمنى أن يموت ساجدا لكي يبعث ساجدا ؛ و لذلك يكون المرضوخ محظوظا أن لا يسعفه أحد !
لربما… و لهذا فلا أحد قطع الصلاة و منه أنا.. أنا الذي ما قطع صلاته، و ما ترك سيل الأسئلة .. حتى انتهت الصلاة بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم!
و هل وعى أحد منا أن هذه الملائكة غضبى لعدم إسعاف المرضوخ ؟
أم أنها لا تغضب لأنها مخلوقة لتلقي سلام المصلين فقط ؟
لقد سلم المصلون على ملائكة اليمين و ملائكة اليسار.. و تركنا المرضوخ يصارع الموت! حتى إذا انتهينا و دلحنا و نفرنا نحوه ، ألفيناه مصبوغا بالدم و قد كان محرما أبيض الإحرام فصار كل شيء دم أحمر قان…
لك أن تسأل القانون عن جنحة عدم تقديم مساعدة لشخص في خطر ؟
لك أن تسأل عن ما إذا كانت مقاصد الدين مع الحياة أم مع إتمام الصلاة؟!
و الأهم أن تسألني عن الأسئلة التي كنت أسالها عن المرضوخ و المفتاح و الألف درهم..!!
لك أن تسالني عن موقفي إذا عاد المرضوخ إلى رضخته و أنا أصلي و الإمام يقرأ “محمد رسول الله و الذين من معه….”
نسيت ان تسألني عن كيف انتهى المرضوخ ؟
و لك أن لا تسألتي و أن تسأل المصلين…
سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى