كتاب الراىمنوعات

Chapeau / خاطرة

الميزان/ الدار البيضاء: بقلم سعيد الناوي

almizan.ma

28/3/2023
” قال لي صاحبي أنه و أنا و أنت على صعيد واحد ، و لنا أو علينا أن نرفع القبعة لمن لم ينتحر!؟، و أكثر ما يوجد يبعث على الإنتحار؟
فظلم الحياة طغى، و لكل من الناس مظلمة هنا أو هناك ،و قد ضاق الأفق و عز النصير و قل المعيل،و صار القائل و من يشبهه حالا و وصفا كفأر “السويرتي”في حلقة القوم في أحد الأسواق الأسبوعية المنتشرة هنا و هناك….
الفأر لا يلوي على شيء ، كلما دخل جحرا ، خرج منه ، لأنه ليس الجحر المقصود، و كلها غير مقصودة و لا تغني و لا تسمن من جوع ، بل لا تغني و لا تكسر من جوع، و أما السمنة فتركناها لأهلها..!!
الفأر يدور و يدور؛ و لو كان ذا عقل لفهم أنه يدور و يراد له أن يدور حتى يسلم الروح لبارئها..و حق له أن ينهييها بيده لأنه مجرد فأر غير مكلف ،و لا عقاب على الفأر لانه فأر و الأجدر أن ينتحر لبنهي الدوران و الدوران …و هو خير من أن يلوي عنقه جهة اليمين أو جهة الشرق دوما ..و يطلق ساقيه الدقيقتين للريح دائما يبحث عن الخانة المطلوبة دون أن يجد !!
حافي القدمين دائماً، جاحظ العينين دوما،دقيق الأنف كثيرا ، مرتفع الأذنين غالبا،بعينيه حور مطلقا، و ماء بمقلتيه يبرق عادة، و شارب دقيق طويل كأنه رجل!!…
و مع ما فيه و مع عذابه, فهو يدور و و يدور و يدور و لو يلوي على شيء ، و لو ظفر به أحدهم ، لهوى عليه بضربة خف، أو برأس عصا ، أو ركله أو وكزه أو رفعه بضربة قدم ليرتفع ثم يصطدم بسور أو حائط ، أو يأخذونه ليصلبوه حيا تحت أشعة الشمس الحارقة،
أو يطلونه بالزيت و الكحول ثم يضرمون النار فيه..فما هو إلا مجرد فأر!!!
هذا فأر و حال البعض كحاله.. يدورون و يدورون…. على أنفسهم..ما بين صفعة من هذا ،و وكز من الٱخر ،و دحر من هذا، و نتف من ذاك ، و لسع من هذه و عضة من تلك.. و هو يدور و يدور و يراد له أن يدور… لا فرق بينه و بين فأر ” أربعاء سباتة” أو فأر “السويرتي” بسوق أسبوعي…. كلما هنالك أن الفأر ليس عاقلا و الٱخرون”عقلاء ” و عند صاحبي أنهم عقلاء جبناء ، لأن العقل يحتاج إلى بعض الشجاعة ،و من الشجاعة أن لا يستمر الدوران و الدوران دون أن ينتهي الدوران و لا أن يتكلل الدوران بنفخة من راحة ، أو نفحة من طمأنينة.. دوران مع أمل سقط بمجرد أول دورة…و شطحات بدون إيقاع و لا رضى بالشطحات وصاحبها عزيز قد دل بالدوران و حاله أصعب من حال الكريم قد وقف بباب اللئيم فيرده!!
المهم أن مشهد الفأر مؤثر لدى من يشفق على كل ذي روح.. و الأهم أن بعض من يدور و يدور ليس دائما فأرا…و لو كان الفأر عاقلا لانتحر.. فما بال العاقل لا يعقل أنه ليس فأرا..فلا عيناه كعيني الفأر ،
و لا ساقاه كساقيه، و لا أذناه كأذني الفأر و لا شيء فبه يشبه الفأر.. إلا في دوراته…و في معدومية الناصر و في تعدد اللاسعين و العضاضين… فلو عقل غير الفأر و علم أنه ليس فأرا… لانتحر و لترك الفأر يدور وحده و يضرب و يلسع و يقذف و يقفل عليه…. عفواً… لا تنسى أن ترفع أول حرف في أفعال الضرب و اللسع و القذف و الثفل…فهو كالفأر إلا أنه عاقل للأسف و لم ينتحر… chapeau… vraiment chapeau

سعيد الناوي غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى