almizan.ma
الساكت عن الحق..
الميزان/ الدار البيضاء: المصطفى عتني
عندما تسند الأمور إلى غير أهلها فأنتظر خراب البلاد وفسادها ، ذلك المشهد الفضيع الذي لايمكن للعقلاء أن يمروا مر الكرام دون الانتباه إلى خطورة تجاوزات ممن يقتضي منهم أن لاينساقوا مع أهوائهم ومزاجهم دون التقيد بتطيق القانون ومقتضيات دستور 2011 وتنزيله على أرض الواقع كما هو متعارف عليه في الدول التي تحترم دساترها وتحترم مواطنيها، حيث مسؤولي بلدنا الذين وقعنا لفائدتهم شيكا على بياض خلال الاستحقاقات التي قيل عنها أنها جاءت بأحد المنظرين من أجل إستدراك ما فات في السنوات العجاف التي مرت حالكة .
وكأن مسؤولي الشأن العام ببلادنا لم يعنيهم أمور الشعب لا من قريب ولا من بعيد ماعادا المجهودات القيمة التي بذلوها في تراكم الأموال المشبوهة والثراء الغير المشروع أو الثراء بلا سبب الفصل 66 من قانون الالتزامات والعقود حيث الراسخون في النظريات العامة للإلتزام يعرفون جيدا مقاصد التشريع وما يترتب عليه من جزاءات في حالة الإخلال بتطبيقه، حيث مسؤولي الدولة منذ أن تقلدوا مسؤولية شؤون المواطنين المغاربة لم يدخروا أي جهد في إيجاد حلول ناجعة من شأنها تحد من الضربات الموجعة التي يتعرض لها المواطنون جراء تواطؤ تجار المحروقات أولا ثم تواطؤ وتخاذل المجموعة التي تتقاسم معهم كعكة سيدي قاضي حاجة دون إعتراض .
نعم ظهر الفساد المستشري في البيت الذي رممناه على مزاجنا بل ثمة تصميم زخرفته بموافقتنا عندما قيل لنا هذا هو الأصلح وقد قطعنا شعرة معاوية مع الرجل الذي قيل أنه كان سببا في تخريب الإقتصاد وإلحاق الاضرار بالمجتمع خلال رفع الدعم العمومي عن المحتكرين الذين كانوا يعرفون من أين تأكل الكثف وزاد في الطين بلة تحرير الأسعار وإنعدام سقف تحرير جميع مكونات التجارة بما فيها غلاء المحروقات الذي سبب للمواطنين بالدرجة الأولى زلزال إجتماعي معيشي غير مسبوق ومن خلاله ارتفعت حرارة التنديدات والاستنكارات تلتها وقفات إحتجاجية من دون جدوى ، حيث ظل المسؤول الرئيسي على شؤون البلاد مقفل ألأذنين لا يستمع لنداءات الشعب ولا من في حكمه بل لقد تحدى المواطنيين المغاربة إبان شد الخناق على محطاته لبيع الغزوال عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي طأطات رأسه أرضا ورجع ثمن المحروقات إلى أقل من 8 دراهم للتر الواحد وياليت الشعب استمر في غيضه حتى يكون أو لايكون.
لكن للأسف الشديد خرج الباطرون يخاطب الشعب برمته بأنه سيعيد له التربية اللازمة وكذلك كان.
لقد ظهر الفساد في البر والبحر وقد ظهر من خلال الضربة العنيفة فاجعة الزلزال وظهر أيضا من خلال تهريب المحروقات من و إلى وبيعها للمواطنين المغاربة خارجة التعرفة المتعارف عليها دوليا دون مراقبة من أي كان ، نعم هذه اثار الحاكم الجديد الذي ازدان بملعقة في فمه من ذهب وقد أدار بظهره للمواطنين عندما نال مبتغاه وحصل على كل ماكان يصبو إليه إبان الانتخابات الجماعية البرلمانية رغم الإلتزام الذي أبرمه مع الشعب وفق برنامجه الإتنتخابي لكن تجري رياح.. أولئك الرفاق الغلاظ الشداد المعروفة إختصارا بتشكيلة الظل التي مهدته وأهلته بأنه سيكون آخر من سؤجج الوضع الاجتماعي والاقتصادي المزري بالمغرب، وسيكون أول من سيقدمونه دمية متحركة بآلة التليكوموند من أجل تنفيذ جريمة شنعاء تتعلق بالزيادة في جميع مواد الإستهلاك الضرورية والغير الضرورية وضرب القدرة الشرائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود والدخل المعدوم على حد سواء ، وتطبيق سياسة عمومية عرجاء يقودها كابرانات لم يفرقوا بين سلطة المال وتسيير المؤسسات العمومية المملوكة للشعب .
حيث يظهر من خلال هذه الصورة المعبرة بأن سياسة جوع كلبك يتبعك، لازالت سائدة إلى حد كتابة هذه الأسطر الحزينة بالضربة العنيفة فاجعة زلزال الجمعة الماضية القشة التي قسمت ظهر المسؤولين على مختلف أصنافهم ..
وبالتالي الساكت عن الحق شيطان أخرس..
