
almizan.ma
وقفات رمضانية 8
الميزان/ الرباط: متابعة
علَّمني صديقي رمضان..
أن كل ما تراه من مآثم وجرائم ليس مصدره الشيطان دائما
بل كثيرا ما يكون مصدرها نفس الإنسان حين ينزل صاحبها عند رغبتها ويسايرها على ما تريد
وقد تعوَّدْنا أن أستاذ الدنيا في الإجرام والرذيلة والآثام والضلال
هو إبليس وأن الإنسان تبع له في ذلك وخادم
لكن المعادلة أحيانا قد تنقلب فيصبح الإنسان أستاذا ومعلما وإبليس مجرد جندي له وتلميذ
حتى ليتعجب الشيطان كل العجب
ويقول من هذا الذي قد غدا أشطن مني؟!
لما يرى من فنون الإجرام التي يخترعها هذا الإنسان لأول مرة وأشكال الرذيلة التي يبتدعها كما لم يبتدعها شيطان من قبل
فيتبعه الشيطان يتعلم منه خطط الإغواء وتدابير إنتاج الخطيئة
ووسائل صناعة الانحطاط
والناس من هذا النوع في هذه الإيام كثير ولقد عرض الله علينا نسخة منهم في القرآن فقال: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاويين ولو شئنا لرفعنا بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه…)
فانظر كيف قال (فأتبعه الشيطان…) فصار أستاذا له وكيف حدد مصدر تهاويه فقال( واتبع هواه)
لذلك لا تعجبوا من وجود الجريمة في رمضان هنا وهناك رغم أن الشياطين مصفدة فهناك من هو أشطن من الشيطان وهو الإنسان حين يتخذ إلهه هواه
وقد شخص الله هذه المسألة أدق تشخيص حين قال:
(شياطين الإنس والجن) فقدم شياطين الإنس على شياطين الجن
لٍتَفَوّقِ الشيطان الإنسي على الشيطان الجني أحيانا في أمور كثيرة..
ما زال يرقى في الخنا حتى غدا
إبليس رغم فساده من جندهِ..
مختار ناجي.