خطة مغربية لتشجيع القراءة بالمدارس.. هل تصالح التلاميذ مع الكتاب؟
الميزان/ الرباط: متابعة
almizan.ma
خطة مغربية لتشجيع القراءة بالمدارس.. هل تصالح التلاميذ مع الكتاب؟
الميزان/ الرباط: متابعة
أطلقت وزارة التربية الوطنية المغربية، الثلاثاء المنصرم، خطة لتجهيز الفصول الدراسية بمؤسسات السلك الابتدائي بـ”ركن للقراءة”، في محاولة لرفع مستويات التلاميذ وتشجيعهم على القراءة.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن الخطة الجديدة تستهدف توفير 60 ألف ركن قراءة على المستوى الوطني، حيث ستتحصل كل مؤسسة تعليمية ابتدائية على دفعة أولية تضم 50 كتابا باللغتين العربية والفرنسية تتنوع بين قصص مصورة وموسوعات ومعاجم.
وإلى جانب ذلك، تسعى الخطة أيضا من خلال مسابقة “سأقرا 20 كتابا كل سنة” إلى تشجيع التلاميذ على القراءة وعلى مواصلة هذا السلوك حتى بعد اختتام الموسم الدراسي.
وقال المصدر ذاته، إن تجربة مماثلة في مؤسسات الريادة (خطة تجريبية لتحسين جودة التعليم في 628 مدرسة عمومية) أثبت أن “التركيز على اكتساب التعلمات الأساس قد مكن من تعزيز قدرات التلميذات والتلاميذ في القراءة والفهم”.
وتابع “أصبحوا مؤهلين للاستفادة بشكل أكبر من مزايا القراءة من قبيل اكتساب المعارف وإثراء رصيدهم من المفردات وتنمية الإبداع لديهم وتبادل الأفكار وغيرها”.
يأتي ذلك في وقت سجلت تقارير محلية ودولية تدني مستوى التلاميذ المغاربة في القراءة واللغات والعلوم، من بينها نتائج الدراسة الدولية للتحصيل الدراسي في القراءة العام الماضي، المعروفة اختصارا باسم “بيرلز”، والتي احتل فيها المغرب المركز ما قبل الأخير ضمن 57 دولة على مستوى تقييم تطور الكفايات القرائية.
بدوره، قال وزير التربية الوطنية، شكيب بن موسى، في تصريحات صحفية إن 77 في المائة من التلاميذ المغاربة في التعليم الابتدائي لا يجيدون قراءة نص باللغة العربية مكون من 80 كلمة، كما أن 70 في المائة لا يستطيعون قراءة نص باللغة الفرنسية من 15 كلمة.
وفي ديسمبر عام 2021، أظهر تقرير صادر عن “المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي” (مؤسسة مغربية رسمية) ضعف استيعاب نسبة مهمة من التلاميذ المغاربة للدروس الخاصة باللغات والعلوم الرياضية.
وحسب معطيات التقرير، نجح 10 في المائة فقط من التلاميذ في استيعاب أكثر من 90 في المائة من برنامج اللغة العربية الخاص بالسنة الثالثة من السلك الثانوي الإعدادي، مقابل 46 في المائة استوعبوا أقل من 36 في المائة من البرنامج نفسه.
وتباينت آراء خبراء تربويين بشأن الخطة الجديدة، لكنهم أجمعوا أنها تبقى مهمة لاحتواء الوضع في حال توفرت لها “شروط النجاح”.
وتعليقا على المبادرة، قال الأستاذ الجامعي والخبير التربوي، لحسن مادي، إن تجهيز المدارس الابتدائية العمومية المغربية بمكتبات “مبادرة جيدة، لأنها تهدف إلى محاربة ظاهرة العزوف عن القراءة”.
واعتبر مادي، في تصريح صحفي، أن “ركن القراءة” مهم أيضا في ظل الأرقام المقلقة التي يسجلها المغرب في معدلات القراءة والاستيعاب.
وتابع موضحا “نجاح هذه المبادرة يقوم على انخراط الجميع، من مدرسيين وأولياء الأمور وجمعيات المجتمع المدني، حتى نساهم في خلق وعي جديد لدى التلاميذ يشجعهم على القراءة”.
على صعيد آخر، طالب الخبير التربوي بإعادة النظر في المعايير التي تعتمدها المؤشرات الدولية في قياس مستوى التلاميذ المغاربة في القراءة والتي تبقى في نظره “غير موضوعية”.
وأضاف موضحا “التلاميذ المغاربة عندما يشاركون في مباريات القراءة في الخليج أو في أوروبا فإنهم يحتلون المراتب الأولى وجلهم من أبناء المدارس العمومية المغربية، لذلك أعتقد أن هذه المعايير تبقى غير موضوعية وتحتاج إلى تحيين”.
وذكر عكوري: لن تنجح دون مشرفين
في المقابل، استبعد نورين عكوري، رئيس “الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ”، نجاح الخطة الحكومية دون تعيين مشرفين للإشراف عليها.
ويقول عكوري، في إن عددا من المدارس العمومية المغربية تتوفر على مكتبات مجهزة بالكتب، ولكنها مغلقة لعدم توفر المؤسسات التعليمية على أطر للإشراف عليها.
وتابع موضحا “تشجيع التلاميذ على القراءة لا يحتاج فقط إلى توفير الكتب، بل أيضا إلى قيميين يتولون مهمة إدارة هذه المكتبات ويشرفون على توزيع الكتب واستعادتها في تنسيق مع أساتذتهم”.
إلى جانب ذلك، طالب عكوري بـ”محاسبة” الأساتذة على مردودية تلاميذهم نهاية كل عام، معتبرا أن المراكز التي يحتلها المغرب في المؤشرات الدولية راجع بالأساس لـ”ضعف المواكبة والتقييم”.
وأضاف “لابد من محاسبة الكل، من أساتذة وأطر تعليمية على مردودية التلاميذ نهاية كل عام، ولابد من تشكيل لجان خارجية للإشراف على هذه العملية حتى نضع حدا لهذا التسيب”.