قضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

وداعا عبد الرحيم ساناضل وأرفع شعارتنا وأحس أنك معي

الميزان/ الدار البيضاء: بقلم الدكتور محمد جودات

almizan.ma

وداعا عبد الرحيم
ساناضل وأرفع شعارتنا وأحس أنك معي
الميزان / الدار البيضاء: بقلم الدكتور محمد جودات
صعقت اللحظة بوفاة رفيق دربي عبد الرحيم الشتيوي الذي عرفته منذ تسع وثلاثين سنة؛ عرفت فيه المناضل والصديق والأخ والباحث عندما كان النضال بابا ضيقا لايدخله المتسلقون والسياسيون الفاسدون.
عبد الرحيم لم يتخل قط عن طبقته الاجتماعية التي جمعتنا بطينة الأرض في سباتة حيث المخاض كبير والفقر أكبر. ولم يترك ثلة المثقفين الذين لم يبيعوا ذمتهم. ولم يتخل عن موقعه السياسي الذي لم يستغله قط ولم يجعله مطية لمنصب يبيع به وجهه النقي في زمن الخديعة والتملق والوصولية.
كان عبد الرحيم وهو يتجول في معارفه الفلسفية ودراسته السميائية مثقفا يؤمن بطبقتنا الشعبية حتى النخاع؛ لم تستهوه الألقاب ولا المسميات؛ ولم يطلب قط أن تكون صورته واسمه في ما عاش وأنجز لأنه لم يكن مثقفا إعلاميا ولا ممتهنا للدعارة الثقافية التي سوت صوت المثقف بصوت الشيخة التي تبحث عن نسبة الشهرة.
لذلك وهو في أوج عطائه كان مرتبطا بحيه الشعبي وأصحابه البسطاء.
ولذلك وأنا رفيق دربه في كل محطاته النضالية فضلته على عدد الباحثين من العالم العربي ليكون من مؤسسي المنظمة الدولية لحماية التراث؛ لأني كنت أرى فيه الصديق المثقف والوفي والأمين.
ولأنه باحث حقيقي مؤمن برسالته النضالية فقد تشرفت بالإشراف عليه في أطروحة تقارب السياسة العفنة وتكشف آلياتها من منظور سيميائي.
عبد الرحيم لم يكن مجرد صديق وفي ومثقف كبير؛ كان لي أخا ناصحا؛ متواضعا؛ خلوقا؛ لايخون مهما كانت المغريات في زمن سهلت فيه الخيانة.
فوداعا عبد الرحيم واعذرتي إذ بكيت لفراقك كما يبكي أخ في فقد أخيه. وتأكد أني سأجلس في المقهى وفي الطاولة نفسها لكن لن تكون لي فرصة لقاء رجل بأخلاق الأنبياء. ولن تكون لي فرصة أن أسمح لأخ أن يوقع على الأوراق وأنا كلي ثقة أنه لن يخون.
وسأخبرك أن حواراتنا لم تثمر ونضالنا مستمر ولم يتغير في التخلف شيء. مازال الحال على حاله رغم نضالنا. ومازال المتسلقون يستولون على كل شيء لأنهم على دراية بلعبة (سلطة التافهين) ويتقنون دور (صورة السياسي) التي لم يكتب لها التحليل وغادرتنا قبل أن تكشفها بدراساتك الجميلة.
أعدك أن ابقى متشبتا بالوهم مدافعا عن حرية وكرامة حلمنا بها وحقوق إنسان في زمن أعمى.
وعن غزة أيها الغالي سأرفع الشعارات رغم صوتي الخافت وفاء لك ولحبك لها…
وداعا عبد الرحيم رغم أنك صدمتنا بفراق جارح وتركتنا في زمن المتملقين والوصوليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى