قضايا المجتمعكتاب الراىمنوعات

” اخبيشه ” خاطرة

" اخبيشه " خاطرة الميزان/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي

almizan.ma

” اخبيشه ” خاطرة
الميزان/ الدار البيضاء: د.سعيد الناوي
٢٩ يونيو ٢٠٢٤
إتصل بي صاحبي و قد بدا من صوته، أنه مصدوم مسعوق، قريب من أن يستصدر شهادة طبية بالعجز، تبرر له أن يتوقف تفكيره فيما هو سيء أو قاتل.. أو فهم ما لا يمكن فهمه…
لقد قص علي نبأ قريب إستنصره، و دعاه ليفك محنة إبن أخيه:
(لقد حل رجلان، بيد كل واحد منهما عصا و سلاحا أبيضا خاصا بتكسير أضلع البقر و الجمال و المسمى عند قومي “الشاقور” ! ”
“لقد تغول الرجلان ،
وعنفاه، و أسقطاه أيضا و ضرباه بكل شيء إلا “بالشاقور”، لكونه سقط!!، فأخذه المظلوم وهوى به على ظهر أحدهما…”
“لقد أحس بالإهانة و المهانة فانتصر.. ثم إنه معتقل لكون الآخر تقدم بشهادة عجز أمدها أربعون وخمسة أيام بسبب الضرب “بالشاقور “، فهل من معين…؟!”
وعن سؤال، كان رد السائل أنه ليس بظهر الضحية شيء إلا “خربشة”؟؟؟
لقد أطلق العقل جناحيه للريح ليطير، لأنه لم يعد يتحمل ومن ذلك أن “الشاقور” لم يقم بمهمة الفتك، فأضحى لا يفرم اللحم،
و لا يكسر العظم ،
و لا يشق الرؤوس،
بل صار يكتفي “بخربشة الجلد”…!!؟
تراه صار “شاقورا” عنينا
أو مخصيا،
أو مخنثا،
أو “شاقورا” مؤدبا ،
أم ممسوخا على ذمة أبويه، حتى تخلى عن طبيعته، فصار أنيسا أليفا!!
لم يكن لي أن أهتم لحال “الشاقور” ، أكثر مما اهتممت لحال صاحبي، فهونت عليه بأن سيدة هناك بأرض الكنانة أنهت رحلة زوجها في هذه الحياة المملة وعجلت بلقائه مع الملكين، ليسألاه عن ربه و دينه ونبيه، لأنه كان دائم التشكي لها : بأنه منهوك متعب… فأراحته من التعب؟ و قد كان عزيزا، و يعز عليها أن تراه دائما متعبا،
و أن أخرى أنهت حياة بعلها، ورمته في خلاء متماسكة طبقات الآجور فيه لأنها لم ترض له الرمي في مطارح النفايات، و لا أن تقطعه تقطيع الخرفان في مساء يوم العيد أو في اليوم الثاني من العيد..لأنه عزيز..!
لقد هونت على صاحبي و أفهمته بأن تصديق هؤلاء أجمل من أن تسعى لفهم أسلوب حياتهم ، و هم يها مقتنعون، و منهجية تفكيرهم وعليك أن تكون معهم من المصدقين ،
فهم أقدر منك في أن يجعلوا حد ” الشاقور ” خيط حرير ،
و يده يد رحمة
و أداة تدليك رخوة..
في أن يجعلوا القتل سبيلا لتخليص الأعزاء من شكوى المعيش …
في أن يتم طرحه مع الآجور و الأغلفة و سقط المتاع و ليس في مطرح الزبالة، لأن الموضع الأول أنقى و أكرم و يليق بمعزة القتيل… و لا بأس من مطرح الآجور… فهو هكذا أو كذلك سيتحلل…
سعيد الناوي. غفر الله له و تجاوز عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى