almizan.ma
خاطرة ” terminus”
الميزان / الدار البيضاء: د.سعيد الناوي
2024\11\1
فاه صاحبي و هو من أندر الحلاقين فكاهة برجاء رباني أن يحسن الله عاقبته و عاقبتي؛ لأنه و أنا معه لا نعرف شيئا عن كيف سيكون حالنا بعد أعوام قريبة ، و لا يشك أنها تسير عكس اتجاهنا ؛ كما نسير نحن إليها في عكس اتجاهها ؛ فنقترب من بعضنا أكثر مما لو كنا نسير معها في نفس الإتجاه!
تخيل أنك تسير معي في نفس الإتجاه. أو أننا نركض معا في ذات الهدف..
لابد أن أحدنا سيسبق الآخر؛ فنصل إلى ذات الإتجاه في زمن و توقيت معين؛ لكن مع وجود حالة سكون للهدف إذا لم يكن يسير !
إنما لو كان الهدف يسير بدوره نحونا ؛ لقصرت المسافة و الزمن، إذ كل من الهدف و أنت ؛ تسيران اتجاه بعضكما البعض؛ كمن يركض ليعانق الآخر؛
والآخر يركض أيضا ليعانق الأول.. لابد أن الوقت يقصر و الغاية تتحقق بأسرع مما لو كان أحدهما فقط هو من يركض.
صحيح إذن… ولا شك أنك الآن تتخيل المشهد! ؛
فتخيل إذن أن غدك يسير اتجاهك؛ كما أنك تسير اتجاهه… والغد ليس بيوم أو حتى عام… بل هو ما تبقى لك و لي و لنا من عمر… قد يطول ولكنه يقصر بسبب انه ليس تابثا ولا واقفا ؛ بل يتحرك نحوك كما تتحرك أنت نحوه فيقصر !
أنا لا يستهويني عمري أن يطول؛
كما لا أهتم له أن يسير نحوي.. رغم أنني أحب الحياة في معناها؛ بأن أحيا في الحياة؛ ولا أكون ميتا فيها؛ لأنه من باب النفاق أنك ميت في الحياة أو حي في الموت !
فإما أنك حي أو ميت؛
ولا تدع للموت فرصة أن يتحول إلى جزء من حياتك؛ فإن لم تستطع؛ فلا أخفي عليك أمر النفاق المذكور
ولا أملك لك و لا لنفسي مخرجا.
لا تكن حرضا؛ فتهلك نفسك بالبحث عن حل يجعلك حيا في الحياة؛ لا ميتا في الحياة.. أترك ذلك و اسأل نفسك عن كيف ستنتهي قبل أن تنتهي بالموت…فكر في terminus ..
قد لا تجد فيه شيئا؛ ولا أحدا؛ لا قطارا ؛ ولا دابة تسير بك… وقد إنتهى كل شيء.. قد لا تجد إلا كومة من الشوك تتدحرج وسط قر ساخن تحت كثلة ماء يتبخر فإذا هو سراب؛ إلا أن كومة الشوك حقيقة!
سعيد الناوي. غفر الله له و تجاوز عنه