سكنفل: أن يأتي إمام مسجد جريمة نكراء لا يعني أن كل الأئمة على شاكلته فإبليس كان أكبر المتدينين

قال الأستاذ لحسن بن ابراهيم سكنفل، بأن الإعتداء على الأطفال هو جريمة شنعاء أيا كان الفاعل، لأن الدافع لارتكاب مثل هذه الجرائم هو غلبة الشهوة وضعف الوازع الديني.وأكد رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، في حوار مع « منارة »، على أنه في غياب الوازع الديني، فإنه حتى لو كان الشخص متدينا فيمكنه أن يقع في مثل هذه الجرائم، مذكرا بأن إبليس كان من أكبر المتدينين لكنه عصى الله وأصر على معصيته.
في هذا الحوار مع « منارة »، تحدث الأستاذ بن ابراهيم سكنفل، عن الأئمة في المساجد، وعن كيفية اختيارهم وتعيينهم، وتحدث أيضا عن لجن التقصي التي تستمع لشكاوي السكان قصد التأكد منها.
وأكد رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات، على أن الأصل في التعامل مع الإمام هو الثقة والاحترام المتبادل.
عن هذه الأشياء وأشياء أخرى.. كان الحوار مع الأستاذ لحسن بن ابراهيم سكنفل رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة على النحو التالي:
ارتكاب جرائم الإعتداء على الأطفال لا يقف أمامها كون الإنسان إماما أو غير ذلك
إن الاعتداء على الأطفال جريمة شنعاء وجناية نكراء لا يُقْدم عليها إلا من فقد حس الإنسانية.
ومرتكبو الجريمة دوافعهم كثيرة لعل أهمها متعلق بالجانب النفسي حيث طغيان الشهوة الجنسية إلى درجة الشبقية والسادية..
ومن أهم أسباب ضعف الوازع الديني الذي يمنع الإنسان من الوقوع في مثل هذه الجرائم..
ومن هنا فإن ارتكاب مثل هذه الجرائم لا يقف أمامها كون الإنسان إماما أو مدررا أو مدرسا أو طبيبا أو ممرضا، لأن الذي يدفع إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم كما قلنا هو ضعف الوازع الديني وغلبة الشهوة وطغيانها.
قد يقول قائل: فهل يتصور من متدين أن يقع في هذه الجريمة؟
أقول نعم، يمكن ذلك إذا كان التدين ظاهريا شكليا، فقد كان إبليس من أكبر المتدينين حتى ارتقى إلى مجالسة الملائكة ورغم ذلك فقد عصى الله تعالى وأصر على المعصية معتدا بنفسه قائلا: « أنا خير منه ».
وعليه فما اتهم به ذلك الشخص، كونه إماما أو مدررا لا يعني بحال أن الأئمة أو المدررين كلهم على هذه الشاكلة حتى ولو وقعت حادثة أخرى من إمام آخر.. فالقضية ليست قضية كون الشخص إماما أو مدررا أو مدرسا، القضية هي لماذا وصلنا إلى هذا الحضيض؟
أما غالبية الأئمة فما نعرفه عنهم أنهم حملة كتاب الله يؤمون الناس في المساجد ويتلون القرآن أناء الليل وأطراف النهار أكثرهم صالحون عرفنا ذلك بمصاحبتهم ومرافقتهم.
هكذا يتم اختيار الأئمة وهكذا تتم متابعة أعمالهم
يتم اختيار الأئمة بناء على مسطرة دقيقة تستلزم الحصول على تزكية من المجلس العلمي المحلي في حفظ القرآن وفقه الإمامة كما يستلزم من إدلاءه بوثيقة إدارية تثبت خلو ملفه لدى المحاكم من أي جريمة أو جناية..
وقبل تعيينه من طرف الإدارة المكلفة بتعيين الأئمة، لابد من التأكد من عدم انتمائه السياسي أو الجمعوي لأن الإمام كما الخطيب كما الواعظ هو للأمة جميعا..
ومن أهم ما يستند عليه لإعفائه من مهامه ثبوت جريمة أخلاقية في حقه، وهذه لا يتأكد منها إلا بحكم قضائي..
وتتم متابعة عمل الأئمة عن طريق المرشدين والمرشدات المكلفين بتأطير أئمة المساجد والمؤذنين.. وكذلك عن طريق الاستماع لشكاوى السكان والتأكد منها عبر لجن التقصي التي تتعاون فيها المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية مع المجلس العلمي المحلي وقد اكتشفا بعد البحث أن عددا كبيرا من هذه الشكايات كيدية من أناس يريدون السيطرة على المساجد وأن يكون الإمام والمؤذن أداة في يدهم.
الأصل في التعامل مع الإمام هو الثقة والإحترام المتبادل
إن الأصل في التعامل مع الإمام هو الثقة والاحترام المتبادل، وهذا كان شأن أسلافنا مع أئمتهم في مساجدهم، أداء الحقوق من طرف الجماعة (ما يعرف بالشرط) وأداء الإمام لواجبه في الإمامة بالناس في الصلاة وإرشادهم ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم..